تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
يونس (26 _ 28)) خاصة من لطف المرسل بالتوفيق والعناية والمعنى يدعوا العباد كلهم إلى دار السلام ولا يدخلها إلا المهديون * (للذين أحسنوا) * آمنوا بالله ورسله * (الحسنى) * المثوبة الحسنى وهى الجنة * (وزيادة) * رؤية الرب عز وجل كذا عن أبي بكر وحذيفة وابن عباس و أبى موسى الأشعري وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم وفى بعض التفاسير أجمع المفسرون على أن الزيادة النظر إلى الله تعالى وعن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى أتريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم ندخلنا الجنة وتنجينا من النار قال فيرفع الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ثم تلا * (للذين أحسنوا الحسنى) * وزيادة والعجب من صاحب الكشاف أنه ذكر هذا الحديث لا بهذه العبارة وقال أنه حديث مدفوع مع أنه مرفوع قد أورده صاحب المصابيح في الصحاح وقيل الزيادة المحبة في قلوب العباد وقيل الزيادة مغفرة من الله ورضوان * (ولا يرهق وجوههم) * ولا يغشى وجوهم * (قتر) * غبرة فيها سواد * (ولا ذلة) * ولا أثر هوان والمعنى ولا يرهقهم مايرهق أهل النار * (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا) * عطف على للذين أحسنوا أي وللذين كسبوا * (السيئات) * فنون الشرك * (جزاء سيئة بمثلها) * الباء زائدة كقوله * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * أو التقدير جزاء سيئة مقدرة بمثلها * (وترهقهم ذلة) * ذل وهوان * (ما لهم من الله) * من عقابه * (من عاصم) * اى لا يعصمهم أحد من سخطه وعقابه * (كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) * اى جعل عليها غطاء من سواد الليل أي هم سود الوجوه وقطعا جمع قطعة وهو مفعول ثان لا غشيت قطعا مكي وعلى من قوله يقطع من الليل وعلى هذه القرءاة مظلما صفة لقطع وعلى الأول حال من الليل والعامل فيه أغشيت لأن من الليل صفة لقطعا فكان افضاؤه إلى الموصوف كافضائه إلى الصفة أو معنى الفعل من الليل * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ويوم نحشرهم) * أي الكفار وغيرهم * (جميعا) * حال * (ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) * أي الزموا مكانكم ولا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم * (أنتم) * أكد به الضمير في مكانكم لسده مسد قوله الزموا * (وشركاؤكم) * عطف عليه * (فزيلنا) * ففرقنا * (بينهم) * وقطعنا أقرانهم والوصل التي كانت بينهم في الدنيا * (وقال شركاؤهم) * من عبدوه من دون الله من أولى العقل أو الأصنام ينطقها الله عز وجل * (ما كنتم إيانا تعبدون) * إنما كنتم تعبدون الشياطين حيث أمروكم أن تتخذوا لله أندادا فأطعتموهم وهو قوله * (ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم) *
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»