تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
يونس (39 _ 45)) وصدقه وكذبه * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ومنهم من يؤمن به) * بالنبي أو بالقرآن اي بصدق به في نفسه ويعلم أنه حق ولكن يعاند بالتكذيب * (ومنهم من لا يؤمن به) * لا يصدق به ويشك فيه أو يكون للاستقبال أي ومنهم من سيؤمن به ومنهم من سيصر * (وربك أعلم بالمفسدين) * بالمعاندين أو المصرين * (وإن كذبوك) * وان تموا على تكذيبك ويئست من إجابتهم * (فقل لي عملي) * جزاء عملي * (ولكم عملكم) * جزاء أعمالكم * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) * فكل مؤاخذ بعمله * (ومنهم من يستمعون إليك) * ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرأت القرآن وعلمت الشرائع ولكنهم لا يعون ولا يقبلون فهم كالصم * (أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون) * أتطمع أنك تقدر على اسماع الصم ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم لأن الأصم العاقل ربما تفرس واستدل إذا وقع في صماخه دوى الصوت فإذا اجتمع سلب العقل والسمع فقد تم الأمر * (ومنهم من ينظر إليك) * ومنهم ناس ينظرون إليك ويعاينون أدلة الصدق وأعلام النبوة ولكنهم لا يصدقون * (أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون) * أتحسب انك تقدر على هداية العمي ولو انضم إلى فقد البصر فقد البصيرة لأن الأعمى الذي له في قلبه بصيره قد يحدس و اما العمى مع الحمق فجهد البلاء يعنى أنهم في الياس من أن يقبلوا ويصدقوا كالصم والعمى الذين لا عقول لهم ولا بصائر * (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) * ولكن الناس حمزة وعلى أي لم يظلمهم بسلب آلة الاستدلال ولكنهم ظلموا أنفسهم بترك الاستدلال حيث عبدوا جمادا وهم أحياء * (ويوم نحشرهم) * وبالياء حفص * (كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) * استقصروا مدة لبثهم في الدنيا أو في قبورهم لهو ما يرون * (يتعارفون بينهم) * يعرف بعضهم بعضا كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا وذلك عند خروجهم من القبور ثم ينقطع التعارف بينهم لشدة الأمر عليهم كأن لم يلبثوا حول من هم أي نحشرهم مشبيهين بمن لم يلبثوا إلا ساعة وكأن
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»