تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٢٢
يونس (16 _ 19)) خارجا عن العادات وهو أن يخرج رجل أمي لم يتعلم ولم يشاهد العلماء فيقرأ عليكم كتابا فصيحا يغلب كل كلام فصيح ويعلو على كل منثور ومنظوم مشحونا بعلوم الأصول والفروع والاخبار عن الغيوب التي لا يعلمها إلا الله * (ولا أدراكم به) * ولا أعلمكم الله بالقرآن على لساني * (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله) * من قبل نزول القرآن أي فقد أقمت فيما بينكم أربعين سنة ولم تعرفونى متعاطيا شيئا من نحوه ولا قدرت عليه ولا كنت موصوفا بعلم وبيان فتتهمونى باختراعه * (أفلا تعقلون) * فتعلموا أنه ليس إلا من عند الله لا من مثلي وهذا جواب عما دسوه تحت قوله ائت بقرآن غير هذا من إضافا الافترءا إليه * (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) * يحتمل أن يريد افتراء المشركين على الله في أنه ذو شريك وذو ولد وأن يكون تفاديا مما أضافوه إليه من الافتراء * (أو كذب بآياته) * بالقرآن فيه بيان أن الكاذب على الله والمكذب بآياته في الكفر سواء * (إنه لا يفلح المجرمون ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم) * أن تركوا عبادتها * (ولا ينفعهم) * أن عبدوها * (ويقولون هؤلاء) * أي الأصنام * (شفعاؤنا عند الله) * أي في أمر الدنيا ومعيشتها لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت أو يوم القيامة أن يكن بعث ونشور * (قل أتنبئون الله بما لا يعلم) * أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو انباء بما ليس بمعلوم لله و إذا لم يكن معلوما له وهو عالم بجميع المعلومات لم يكن شيئا وقوله * (في السماوات ولا في الأرض) * تأكيد لنفيه لأن ما لم يوجد فيهما فهو معدوم * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * نزه ذاته عن أن يكون له شريك وبالتاء حمزة وعلى وما موصولة أو مصدريه اى عن الشركاء الذين تشركونهم به أو عن إشراكهم * (وما كان الناس إلا أمة واحدة) * حنفاء متفقين على ملة واحدة من غير أن يختلفوا بينهم وذلك في عهد آدم عليه السلام إلى أن قتل قابيل هابيل أو بعد الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين ديارا * (فاختلفوا) * فصاروا مللا * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * وهو تأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة * (لقضي بينهم) * عاجلا * (فيما فيه يختلفون) * فيما اختلفوا فيه وليميز المحق من المبطل وسبق كلمته لحكمه وهى أن هذه الدار تكليف وتلك الدار دار
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»