تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٣٧
يونس (72 _ 77)) ونصحى * (فما سألتكم من أجر) * فأوجب التولي أو فما سألتكم من أجر ففاتني ذلك بتوليكم * (إن أجري إلا على الله) * وهو الثواب الذي بثيبنى به في الآخرة أي ما نصحتكم إلا لله لا لغرض من اغراض الدنيا وفيه دلالة منع اخذ الأجر على تعليم القرآن والعلم الديني * (وأمرت أن أكون من المسلمين) * من المستسلمين لأوامره ونواهيه أن أجرى بالفتح مدنى وشامى و أبو عمرو وحفص * (فكذبوه) * فداموا على تكذيبه * (فنجيناه) * من الغرق * (ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف) * يخلفون الهالكين بالغرق في السفينة * (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * هو تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثله وتسلية له * (ثم بعثنا من بعده) * من بعد نوح عليه السلام * (رسلا إلى قومهم) * أي هودا وصالحا وإبراهيم ولوطا وشعيبا * (فجاؤوهم بالبينات) * بالحجج الواضحة المثبتة لدعواهم * (فما كانوا ليؤمنوا) * فاصروا على الكفر بعد المجيء * (بما كذبوا به من قبل) * من قبل مجيئهم يريد أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية مكذبين بالحق فما وقع فصل بن حالتيهم بعد بعثة الرسل وقبلها كأن لم يبعث إليهم أحد * (كذلك نطبع) * مثل ذلك الطبع نختم * (على قلوب المعتدين) * المجاوزين الحد في التكذيب * (ثم بعثنا من بعدهم) * من بعد الرسل * (موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا) * بالآيات التسع * (فاستكبروا) * عن قبولها وأعظم الكبر أن يتهاون العبيد برسالة ربهم بعد تبينها ويتعظموا عن قبولها * (وكانوا قوما مجرمين) * كفارا ذوى آثام عظام فلذلك استكبروا عنها واجترءوا على ردها * (فلما جاءهم الحق من عندنا) * فلما عرفوا أنه هو الحق وانه من عند الله * (قالوا) * لحبهم الشهوات * (إن هذا لسحر مبين) * وهم يعلمون أن الحق أبعد شيء من السحر * (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم) * إنكار ومقولهم محذوف أي هذا سحر ثم استأنف إنكارا آخر
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»