تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٢٧
إلى قوله * (بل كانوا يعبدون الجن) * فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم أي كفى الله شهيدا وهو تميز * (إن كنا عن عبادتكم لغافلين) * أن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية * (هنالك) * في ذلك المكان أو في ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان * (تبلو كل نفس) * تختبر وتذوق * (ما أسلفت) * من العمل فتعرف كيف هو أقبيح أم حسن أنافع أم ضار أمقبول أم مردود وقال الزجاج تعلم كل نفس ما قدمت تتلوا حمزة وعلى أي تتبع ما أسلفت لأن عمله هو الذي هديه إلى طريق الجنة أو النار أو تقرأ في صحيفتها ما قدمت من خير أو شر كذا عن الأخفش * (وردوا إلى الله مولاهم الحق) * ربهم الصادق في ربوبيته لأنهم كانوا يتولون ما ليس لربوبيته حقيقة أو الذي يتولى حسابهم وثوابهم العدل الذي لا يظلم أحدا * (وضل عنهم ما كانوا يفترون) * وضاع عنهم ما كانوا يدعون أنهم شركاء لله أو بطل عنهم ما كانوا يختلقون من الكذب وشفاعة الآلهة * (قل من يرزقكم من السماء) * بالمطر * (والأرض) * بالنبات * (أم من يملك السمع والأبصار) * من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذي سويا عليه من القطرة العجيبة أو من يحميها من الآفات مع كثرتها في المدد الطوال وهما لطيفان يؤذيهما أدنى شيء * (ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) * أي الحيوان والفرخ والزرع والمؤمن والعالم من النطفة والبيضة والحب والكافر والجاهل وعكسها * (ومن يدبر الأمر) * ومن يلي تدبير أمر العالم كله جاء بالعموم بعد الخصوص * (فسيقولون الله) * فسيجيبونك عند سؤالك أن القادر على هذه هو الله * (فقل أفلا تتقون) * الشرك في العبودية إذا اعترفتم بالربوبية * (فذلكم الله) * أي من هذه قدرته هو الله * (ربكم الحق) * الثابت ربوبيته ثباتا لا ريب فيه لمن حقق النظر * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * أي لا واسطة بين الحق والضلال فمن تخطى الحق وقع في الضلال * (فأنى تصرفون) * عن الحق إلى الضلال وعن التوحيد إلى الشرك * (كذلك) * مثل ذلك الحق * (حقت كلمة ربك) * كلمات شامي ومدنى أي كما حق وثبت أن الحق بعده الضلال أو كما حق أنهم مصروفون عن الحق فكذلك حقت كلمة ربك * (على الذين فسقوا) * تمردوا في كفرهم وخرجوا إلى الحد الأقصى فيه * (أنهم لا يؤمنون) *
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»