تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٠٢
البقرة (213 _ 214)) * (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) * أو كان النا أمة واحدة كفارا فبعث الله النبيين فاختلفوا عليهم والأول الأوجه * (مبشرين) * بالثواب للمؤمنين * (ومنذرين) * بالعقاب للكافرين وهما حالان * (وأنزل معهم الكتاب) * أي مع كل واحد منهم كتابه * (بالحق) * بتبيان الحق * (ليحكم) * الله أو الكتاب اوالنبى المنزل عليه * (بين الناس فيما اختلفوا فيه) * في دين الإسلام الذي اختلفوا فيه بعد الاتفاق * (وما اختلف فيه) * في الحق * (إلا الذين أوتوه) * أي الكتاب المنزل لإزالة الاختلاف أي ازدادوا في الاختلاف لما أنزل عليهم الكتاب * (من بعد ما جاءتهم البينات) * على صدقه * (بغيا بينهم) * مفعول له أي حسدا بينهم وظلما لحرصهم على الدنيا وقلة إنصاف منهم * (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه) * أي هدى الله الذين آمنوا للحق الذي اختلف فيه من اختلف فيه * (من الحق) * بيان لما اختلفوا فيه * (بإذنه) * بعلمه * (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم أم حسبتم) * أم منقطة لا متصلة لأن شرطها أن يكون قبلها همزة الاستفهام كقولك أعندك زيد أم عمرو أي أيهما عندك وجوابه زيدان كان عند زيد أو عمرو إن كان عنده عمرو و اما أم المنقطعة فتقع بعد الاستفهام وبعد الخبر وتكون بمعنى بل والهمزة والتقدير بل أحسبتم ومعنى الهمزة فيها للتقرير وإنكار الحسبان واستبعاده ولما ذكر ما كانت عليه الأمم من الاختلاف على النبيين بعد مجئ البينات تشجيعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على الثبات والصبر مع الذين اختلفوا عليه من المشركين و أهل الكتاب وإنكارهم لآياته وعداوتهم له قال لهم على طريقة الالتفات التي هي أبلغ أم حسبتم * (أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم) * أي ولم يأتكم وفى لما معنى التوقع يعنى أن اتيان ذلك متوقع منتظر * (مثل الذين خلوا) * مضوا أي حالهم التي هي مثل في الشدة * (من قبلكم) * من النبيين والمؤمنين * (مستهم) * بيان للمثل وهو استئناف كأن قائلا قال كيف كان ذلك المثل فقيل مستهم * (البأساء) * أي البؤس * (والضراء) * المرض والجوع * (وزلزلوا) * وحركوا بأنواع البلايا وازعجوا ازعاجا شديدا شبيها بالزلزلة * (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه) * إلى الغاية التي قال الرسول ومن معه من المؤمنين * (متى نصر الله) * أي بلغ بهم الضجر ولم يبق لهم صبر حتى قالوا ذلك ومعناه طلب النصر وتمنيه واستطالة زمان الشدة فقيل لهم * (ألا إن نصر الله قريب) * إجابة لهم
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»