تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٠٣
البقرة (215 _ 217)) إلى طلبهم من عاجل النصر يقول بالرفع نافع على حكاية حال ماضية نحو شربت الإبل حتى يجئ البعير يجر بطنه وغيره بالنصب على اضمار أن ومعنى الاستقبال لأن أن علم له ولما قال عمرو بن الجموح وهو شيخ كبير وله مال عظيم ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها نزل * (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل) * فقد تضمن قوله ما أنفقتم من خير بيان ما ينفقونه وهو كل خير وبنى الكلام على ما هو أهم وهو بيان المصرف لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها عن الحسن هي في التطوع * (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) * فيجزى عليه * (كتب عليكم القتال) * فرض عليكم جهاد الكفار * (وهو كره لكم) * من الكراهة فوضع المصدر موضع الوصف مبالغة كقولها * فإنما هي إقبال وإدبار * كأنه في نفسه كراهة لفرط كراهتم له أو هو فعل بمعنى مفعول كالخبز بمعنى المخبوز أي وهو مكروه لكم * (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) * فأنتم تكروهون الغزو وفيه إحدى الحسنيين اما الظفر والغنيمة واما الشهادة والجنة * (وعسى أن تحبوا شيئا) * وهو القعود عن الغزو * (وهو شر لكم) * لما فيه من الذل والفقر وحرمان الغنيمة والأجر * (والله يعلم) * ما هو خير لكم * (وأنتم لا تعلمون) * ذلك فبادروا إلى ما يأمركم به و إن شق عليكم ونزل في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلوا المشركين وقد أهل هلال رجب وهم لا يعلمون ذلك فقالت قريش قد استحل محمد عليه السلام الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف * (يسألونك عن الشهر الحرام) * أي يسألك الكفار أو المسلمون عن القتال في الشهر الحرام * (قتال فيه) * بدل الاشتمال من الشهر وقرئ عن قتال فيه على تكرير العامل كقوله للذين استضعفوا لمن آمن منهم * (قل قتال فيه كبير) * أي اثم كبير قتال مبتدأ وكبير خبره وجاز الابتداء بالنكرة لأنها وقد وصفت بغيه وأكثر الأقاويل على أنها منسوخة بقوله تعالى * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * * (وصد عن سبيل الله) * أي منع المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت عام الحديبية وهو متبدأ * (وكفر به) *
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»