تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣١٣
من لابتداء الغاية أي ابتدأ خلق أصلكم يعنى آدم * (ثم قضى أجلا) * أي تحكم أجل الموت * (وأجل مسمى عنده) * أجل القيامة أو الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت والثاني ما بين الموت والبعث وهو البرزخ أو الأول النوم والثاني الموت أو الثاني هو الأول وتقديره وهو أجل مسمى أي معلوم وأجل مسمى مبتدأ والخبر عنده وقدم المبتدأ و إن كان نكرة والخبر ظرفا وحقه التأخير لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة * (ثم أنتم تمترون) * تشكون من المرية أو تجادلون من المراء ومعنى ثم استبعاد أن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم * (وهو الله) * مبتدأ وخبر * (في السماوات وفي الأرض) * متعلق بمعنى اسم الله كأنه قيل وهو المعبود فيهما كقوله هو الذي في السماء إله وفى الأرض إله أو هو المعروف بالإلهية فيهما أو هو الذي يقال له الله فيهما مبتدأ أي وهو يعلم سركم وجهركم * (ويعلم ما تكسبون) * من الخير والشر ويثيب عليه ويعاقب ومن في * (وما تأتيهم من آية) * للاستغراق وفى * (من آيات ربهم) * للتبعيض أي وما يظهرلهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر والاعتبار * (إلا كانوا عنها معرضين) * تاركين للنظر لا يلتفتون إليه لقلة خوفهم وتدبرهم في العواقب * (فقد كذبوا) * مردود على كلام محذوف كأنه قيل أن كانوا معرضين عن الآيات فقد كذبوا * (بالحق لما جاءهم) * أي بما هو أعظم آية وأكبرها هو القرآن الذي تحدوا به فعجزوا عنه * (فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون) * أي أنباء الشئ الذي كانوا به يستهزءون وهو القرآن أي أخباره وأحواله يعنى سيعلمون بأي شيء استهزءوا وذلك عند إرسال العذاب عليهم في الدنيا أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وعلو كلمته * (ألم يروا) * يعنى المكذبين * (كم أهلكنا من قبلهم من قرن) * هو مدة انقضاء أهل كل عصر وهو ثمانون سنة أو سبعون * (مكناهم) * في موضع جر صفة لقرن وجمع على المعنى * (في الأرض ما لم نمكن لكم) * التمكين في البلاد إعطاء المكنة والمعنى لم نعط أهل مكة نحو ما أعطينا عادا وثمود وغيرهم من البسطة
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»