تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣١٤
الأنعام (6 _ 10)) في الأجسام والسعة في الأموال والاستظهار بأسباب الدنيا * (وأرسلنا السماء) * المطر * (عليهم مدرارا) * كثيرا وهو حال من السماء * (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم) * من تحت أشجارهم والمعنى عاشوا في الخصب بين الأنهار والثمار وسقيا الغيث المدرار * (فأهلكناهم بذنوبهم) * ولم يغن ذلك عنهم شيئا * (وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) * بدلا منهم * (ولو نزلنا عليك كتابا) * مكتوبا * (في قرطاس) * في ورق * (فلمسوه بأيديهم) * هو للتأكيد لئلا يقولوا سكرت أبصارنا ومن المحتج عليهم العمى * (لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) * تعنتا وعنادا للحق بعد ظهوره * (وقالوا لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على النبي صلى الله عليه وسلم * (ملك) * يكلمنا أنه نبي فقال الله * (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر) * لقضى أمر هلاكهم * (ثم لا ينظرون) * لا يمهلون بعد نزوله طرفة عين لأنهم إذا شاهدوا ملكا في صورته زهقت أرواحهم من هول ما يشاهدون ومعنى ثم بعد ما بين الأمرين قضاء الامر وعدم الانظار جعل عدم الانظار أشد من قضاء الأمر لأن مفاجأة الشدة أشد من نفس الشدة * (ولو جعلناه ملكا) * ولو جعلنا الرسول ملكا كما اقترحوا لأنهم كانوا يقولون تارة لولا أنزل على محمد ملك وتارة يقولون ما هذا إلا بشر مثلكم ولو شاء ربنا لأنزل ملائكة * (لجعلناه رجلا) * لارسلناه في صورة رجل كما كان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعم الأحوال في صورة دحية لأنهم لا يبقون مع رؤية الملائكة في صورهم * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * ولخلطنا وأشكلنا عليهم من أمره إذا كان سبيله كسبيلك يا محمد فإنهم يقولون إذا رأوا الملك في صورة الإنسان هذا إنسان وليس بملك يقال لبست الأمر على القوم وألبسته إذا أشبهته وأشكلته عليهم ثم سلى نبيه على ما أصابه من استهزاء قومه بقوله * (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون) * فاحاط بهم الشئ الذي كانوا يستهزءون به وهو الحق حيث أهلكوا من أجل استهزائهم ومنهم متعلق بسخروا كقوله فيسخرون منهم والضمير للرسل والدال
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»