تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣١٦
وهو يرزق ولا يرزق أي المنافع كلها من عنده ولا يجوز عليه الانتفاع * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) * لأن النبي سابق أمته في الإسلام كقوله وبذلك أمرت و انا أول المسلمين * (ولا تكونن من المشركين) * وقيل لي لا تكونن من المشركين ولو عطف على ما قبله لفظا لقيل و أن لا أكون والمعنى أمرت أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك * (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) * أي إني أخاف عذاب يوم عظيم وهو القيامة أن عصيت ربى فالشرط معترض بين الفاعل والمفعول به محذوف الجواب * (من يصرف عنه) * العذاب * (يومئذ فقد رحمه) * الله الرحمة العظمى وهى النجاة من يصرف حمزة وعلى و أبو بكر أي من يصرف الله عنه العذاب * (وذلك الفوز المبين) * النجاة الظاهرة * (وإن يمسسك الله بضر) * من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه * (فلا كاشف له إلا هو) * فلا قادر على كشفه إلا هو * (وإن يمسسك بخير) * من غنى أو صحة * (فهو على كل شيء قدير) * فهو قادر على إدامته وإزالته * (وهو القاهر) * مبدأ وخبر أي الغالب المقتدر * (فوق عباده) * خبر بعد خبر أي عال عليهم بالقدرة والقهر بلوغ المراد بمنع غيره عن بلوغه * (وهو الحكيم) * في تنفيذ مراده * (الخبير) * بأهل القهر من عباده * (قل أي شيء أكبر شهادة) * أي شيء مبتدأ وأكبر خبره وشهادة تمييز و أي كلمة يراد بها بعض ما تضاف إليه فإذا كانت استفهاما كان جوابها مسمى باسم ما أضيفت إليه وقوله * (قل الله) * جواب أي الله أكبر شهادة فالله مبتدأ والخبر محذوف فيكون دليلا على أنه يجوز إطلاق اسم الشئ على الله تعالى وهذا لأن الشئ اسم للموجود ولا يطلق على المعدوم والله تعالى موجود فيكون شيئا ولذا تقول الله تعالى شيء لا كالأشياء ثم ابتدأ * (شهيد بيني وبينكم) * أي هو شهيد بيني وبينكم ويجوز أن يكون الجواب الله شهيد بيني وبينكم لأنه إذا كان الله شهيدا بينه وبينهم فأكبر شيء شهادة شهيد له * (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) * أي ومن بلغه القرآن إلى قيام الساعة في الحديث من بلغه القرآن فكأنما رأى محمد صلى الله عليه وسلم ومن في محل النصب بالعطف على كم والمراد به أهل مكة والعائد إليه محذوف أي ومن بلغه وفاعل بلغ ضمير القرآن * (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى) *
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»