تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣١٠
المائدة (115 _ 118)) ما يعذب به لم يكن بد من الباء * (أحدا من العالمين) * عن الحسن أن المائدة لم تنزل ولو نزلت لكانت عيدا إلى يوم القيامة لقوله وآخرنا والصحيح أنها نزلت فعن وهب نزلت مائدة منكوسة تطير بها الملائكة عليها كل طعام إلا اللحم وقيل كانوا يجدون عليها ما شاءوا وقيل كانت تنزل حيث كانوا بكرة وعشيا * (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) * الجمهور على أن هذا السؤال يكون في يوم القيامة دليله سياق الآية وسباقها وقيل خاطبه به حين رفعه إلى السماء دليله لفظ إذ * (قال سبحانك) * من أن يكون لك شريك * (ما يكون لي) * ما ينبغي لي * (أن أقول ما ليس لي بحق) * أن أقول قولا لا يحق لي أن أقوله * (إن كنت قلته فقد علمته) * إن صح إني قلته فيما مضى فقد علمته والمعنى إني لا أحتاج إلى الاعتذار لأنك تعلم إني لم أقله ولو قلته علمته لأنك * (تعلم ما في نفسي) * ذاتي * (ولا أعلم ما في نفسك) * ذاتك فنفس الشئ ذاته وهويته والمعنى تعلم معلومى ولا أعلم معلومك * (إنك أنت علام الغيوب) * تقرير للجملتين معا لأن ما انطوت عليه النفوس من جملة الغيوب و لأن ما يعلم علام الغيوب لا ينتهى اليه علم أحد * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) * أي ماأمرتهم إلا بما أمرتني به ثم فسرما أمر به فقال * (أن اعبدوا الله ربي وربكم) * فإن مفسرة بمعنى أي * (وكنت عليهم شهيدا) * رقيبا * (ما دمت فيهم) * مدة كونى فيهم * (فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) * الحفيظ وأنت على كل شيء شهيد من قولي وفعلى وقولهم وفعلهم * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * قال الزجاج علم عيسى عليه السلام أن منهم من آمن ومنهم من أقام على الكفر فقال في جملتهم أن تعذبهم أي أن تعذب من كفر منهم فإنهم عبادك الذين علمتهم جاحدين لآياتك مكذبين لأنبيائك و أنت العادل في ذلك فإنهم قد كفروا بعد وجوب الحجة عليهم و إن تغفر لهم أي لمن اقلع منهم وآمن فذلك تفضل منك و أنت عزيز لا يمتنع عليك ما تريد حكيم في ذلك أو
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»