جعل العذاب ماسا كأنه حي يفعل يهم ما يريد من الآلام * (بما كانوا يفسقون) * بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله تعالى بالكفر * (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله) * أي قسمه بين الخلق وأرزاقه ومحل * (ولا أعلم الغيب) * النصب عطفا على محل عندي خزائن الله لأنه من جملة المقول كأنه قال لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول * (ولا أقول لكم إني ملك) * أي لا أدعى ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وعلم الغيب ودعوى الملكية و إنما أدعى ما كان لكثير من البشر وهو النبوة * (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) * أي ما أخبركم إلا بما أنزل الله على * (قل هل يستوي الأعمى والبصير) * مثل للضال والمهتدى أو لمن اتبع ما يوحى إليه ومن لم يتبع أو لمن يدعى المستقيم وهو النبوة والمحال وهو الإلهية * (أفلا تتفكرون) * فلا تكونوا ضالين أشباه العميان أو فتعلموا إني ما ادعيت ما لا يليق بالبشر أو فتعلموا أن اتباع ما يوحى إلى ما لا بد منه * (وأنذر به) * بما يوحى * (الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) * هم المسلمون المقرون بالبعث إلا أنهم مفرطون في العمل فينذرهم بما أوحي إليه أو أهل الكتاب لأنهم مقرون بالبعث * (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) * في موضع الحال من يحشروا أي يخافون أن يحشروا غيرا منصورين ولا مشفوعا لهم * (لعلهم يتقون) * يدخلون في زمرة أهل التقوى ولما أمر النبي عليه السلام بإنذار غير المتقين ليتقوا أمر بعد ذلك بتقريب المتقين ونهى عن طردهم بقوله * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) * وأثنى عليهم بأنهم يواصلون دعاء ربهم أي عبادته ويواظبون عليها والمراد بذكر الغداة والعشى الدوام أو معناه يصلون صلاة الصبح والعصر أو الصلوات الخمس بالغدوة شامي ووسمهم بالإخلاص في عبادتهم بقوله * (يريدون وجهه) * فالوجه يعبر به عن ذات الشئ وحقيقته نزلت في الفقراء بلال وصهيب وعمار وأضرابهم حين قال رؤساء المشركين لو طردت هؤلاء السقاط لجلسناك فقال عليه السلام ما انا بطارد المؤمنين فقالوا اجعل لنا يوما ولهم يوما وطلبوا بذلك كتابا فدعا عليا رضي الله عنه ليكتب فقام الفقراء وجلسوا ناحية فنزلت فرمى عليه الصلاة والسلام بالصحيفة وأتى الفقراء فعانقهم * (ما عليك من حسابهم من شيء) *
(٣٢٤)