تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
صفة لأشياء أي وان تسألوا عن هذه التكاليف الصعبة في زمان الوحي وهو ما دام الرسول بين أظهركم تبدلكم تلك التكاليف التي تسوؤكم أي تغمكم وتشق عليكم تؤمرون بتحملها فتعرضون أنفسكم لغضب الله بالتفريط فيها * (عفا الله عنها) * عفا الله عما سلف من مسألتكم فلا تعودوا إلى مثلها * (والله غفور حليم) * لا يعاقبكم إلا بعد الإنذار والضمير في * (قد سألها) * لا يرجع إلى أشياء حتى يعدى بعن بل يرجع إلى المسألة التي دلت عليها لا تسألوا أي قد سأل هذه المسألة * (قوم من قبلكم) * من الأولين * (ثم أصبحوا بها) * صاروا بسببها * (كافرين) * كما عرف في بني إسرائيل * (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) * كان أهل الجاهلية إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها أي شقوها وامتنعوا عن ركوبها وذبحا ولا تطرد عن ماء ولا مرعى واسمها البحيرة وكان يقول الرجل إذا قدمت من سفري أو برأت من مرضى فناقتى سائبة وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها وقيل كان الرجل إذا أعتق عبدا قال هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث وكانت الشاة إذا ولدت سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا أكله الرجال و إن كان أنثى أرسلت في الغنم وكذا إن كان ذكرا وأنثى وقالوا وصلت أخاها فالوصيلة بمعنى الواصلة و إذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا مرعى ومعنى ما جعل ما شرع ذلك ولا أمر به * (ولكن الذين كفروا) * بتحريمهم ما حرموا * (يفترون على الله الكذب) * في نسبتهم هذا التحريم إليه * (وأكثرهم لا يعقلون) * أن الله لم يحرم ذلك وهم عوامهم * (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) * أي هلموا إلى حكم الله ورسوله بأن هذه الأشياء غير محرمة * (قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا) * أي كافينا ذلك حسبنا مبتدأ والخبر ما وجدنا وما بمعنى الذي والواو في * (أولو كان آباؤهم) * للحال قد دخلت عليها همزة الإنكار وتقديره أحسبهم ذلك ولو كان آباؤهم * (لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) * أي الاقتداء إنما يصح بالعالم المهتدى و إنما يعرف اهتداؤه بالحجة * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) * انتصب أنفسكم بعليكم وهو من أسماء الأفعال أي الزموا إصلاح أنفسكم والكاف والميم في عليكم في موضع
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»