تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٩٧
وفلان وفلان راكبان قعودا لهما بذي طوى فنفر بعيرهما مني فرمى بفلان فانكسرت يده فسلوهما عن ذلك قالوا هذه آية قالوا فأخبرنا عن عيرنا نحن متى تجيء قال مررت بها بالتنعيم قالوا فما عدتها وأحمالها وهيئتها ومن فيها قال نعم هيئتها كذا وكذا وفيها فلان وفلان يقدمها جمل أورق عليه غرارتان مخيطتان تطلع عليكم عند طلوع الشمس قالوا وهذه آية أخرى ثم خرجوا يشتدون نحو الثنية وهم يقولون والله لقد قص محمد شيئا وبينه حتى أتوا كدى فجلسوا عليه فجعلوا ينتظرون متى تطلع الشمس فيكذبونه إذ قال قائل منهم والله هذه الشمس قد طلعت وقال آخر وهذه والله الإبل قد طلعت يقدمها بعير أورق فيها فلان وفلان كما قال لهم فلم يؤمنوا (وقالوا إن هذا إلا سحر مبين) أنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني زهير بن حرب ثنا حجر بن المثنى أنبأنا عبد العزيز وهو ابن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها قال فكربت كربا ما كربت مثله قط قال فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه فجاءت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فالتفت إليه فبدأني بالسلام \ 2 قوله عز وجل (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل أن لا) بأن لا (تتخذوا من دوني وكيلا) ربا كفيلا قرأ أبو عمرو (لا يتخذوا) بالياء لأنه خبر عنهم والآخرون بالتاء يعني قلنا لهم لا تتخذوا 3 (ذرية من حملنا) قال مجاهد هذا نداء يعني يا ذرية من حملنا (مع نوح) في السفينة فأنجيناهم من الطوفان (إنه كان عبدا شكورا) كان نوح عليه السلام إذا أكل طعاما أو شرب شرابا أو لبس ثوبا قال الحمد لله فسمي عبدا شكورا أي كثير الشكر 4 قوله عز وجل (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب) الآيات روى سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن بني إسرائيل لما اعتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله عليهم ملك فارس بختنصر وكان الله ملكه سبعمائة سنة فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصروها وفتحها حتى قتل على دم يحيى بن زكريا عليه السلام سبعين ألفا ثم سبى أهلها وأولاد الأنبياء وسلب حلي بيت المقدس واستخرج منها سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلي قلت يا رسول الله كان بيت المقدس عظيما قال أجل بناه سليمان بن داود من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد وكان عمده ذهبا أعطاه الله ذلك وسخر له الشياطين يأتونه بهذه الأشياء في طرفة عين فسار بها بختنصر حتى نزل
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»