تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٠
أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص أنا أبي الأعمش أنا مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ اصنعه فوالله إني لاعلمهم بالله وأشدهم له خشية وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وقال مسروق كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا وقال رجلا للشعبي افتني آيها العالم فقال الشعبي إنما العالم من خشي الله عز وجل (إن الله عزيز غفور) أي عزيز في ملكه غفور لذنوب عباده 29 قوله تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله) يعني قرأوا القرآن (وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) لن تفسد ولن تهلك والمراد من التجارة ما وعد الله من الثواب قال الفراء قوله يرجون جواب لقوله (إن الذين يتلون كتاب الله) 30 (ليوفيهم أجورهم) جزاء أعمالهم بالثواب (ويزيدهم من فضله) قال ابن عباس يعني سوى الثواب مما لم تر عين ولم تسمع أذن (إنه غفور شكور) قال ابن عباس يغفر العظيم من ذنوبهم ويشكر اليسير من أعمالهم 31 (والذي أوحينا إليك من الكتاب) يعني القرآن و (وهو الحق مصدقا لما بين يديه) من الكتب (إن الله بعباده لخبير بصير) 32 (ثم أورثنا الكتاب) يعني الكتاب الذي أنزلنا إليك الذي ذكر في الآية الأولى وهو القرآن جعلناه ينتهي إلى (الذين اصطفينا من عبادنا) ويجوز أن يكون (ثم) بمعنى الواو أي وأورثنا كقوله (ثم كان من الذين آمنوا) أي وكان من الذين آمنوا ومعنى أورثنا أعطينا لان الميراث عطاء قاله مجاهد وقيل أورثنا أي اخرنا ومنه الميراث لأنه آخر عن الميت ومعناه اخرنا القرآن عن الأمم السالفة واعطيناكموه وأهلنا له الذين اصطفينا من عبادنا قال ابن عباس يريد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم قسمهم
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 » »»