ورتبهم فقال (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق الخيرات) روي عن أسامة بن زيد في قوله عز وجل (فمنهم ظالم لنفسه) الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم كلهم قال من هذه الأمة أخبرنا أبو سعيد الشريخي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه أنا محمد بن علي بن الحسين بن القاضي أنا بكر بن محمد المروزي أنا أبو قلابة عمرو بن الحصين عن الفضل بن عميرة عن ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب قرأ على المنبر (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له قال أبو قلابة فحدثت به يحيى بن معين فجعل يتعجب منه واختلف المفسرون في معنى الظالم والمقتصد والسابق أخبرنا أحمد بن عبد الله لاصالحي أخبرنا أبو سعيد محمد بن عيسى الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن رجل عن أبي ثابت أن رجلا دخل المسجد فقال اللهم ارحم غربتي وآنس وحشتي وسق إلي جليسا صالحا فقال أبو الدرداء لئن كنت صادقا لأنا أسعد بك منك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين قرأ هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فقال أما السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام حتى يدخله الهم ثد يدخل الجنة ثم قرأ هذه الآية (وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا لاحزن أن ربنا لغفور شكور) وقال عقبة بن صهبان سألت عائشة عن قول الله عز وجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الآية فقالت يا بني كلهم في الجنة أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة واما المقتصد فمن اتبع اثره من أصحابه حتى لحق به واما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم فجعلت نفسها معنا وقال مجاهد والحسن وقتادة فمنهم ظالم لنفسه وهم أصحاب المشأمة ومنهم مقتصدهم أصحاب الميمنة ومنهم سابق بالخيرات هم السابقون المقربون من الناس كلهم وعن ابن عباس قال السابق المؤمن المخلص والمقتصد المرائي والظالم الكافر نعمة الله غير الجاهد لها لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال (جنات عدن يدخلونها) وقال بعضهم يذكر ذلك عن الحسن قال السابق من رجحت حسناته على سيئاته والمقتصد من استوت حسناته وسيئاته والظالم من رجحت سيئاته على حسناته وقيل الظالم من كان ظاهره خيرا من باطنه والمقتصد الذي يستوي ظاهره وباطنه والسابق الذي باطنه خير من ظاهره وقيل الظالم من وحد الله بلسانه ولم يوافق فعله
(٥٧١)