تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٥٠٣
سورة النساء 172 175 يكون له ولد) واعلم أن التبني لا يجوز لله تعالى لأن التبني إنما يجوز لمن يتصور له ولد (له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا) 172 قوله تعالى (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله) وذلك أن وفد نجران قالوا يا محمد إنك تعيب صاحبنا فتقول أنه عبد الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ إنه ليس بعار لعيسى عليه السلام أن يكون عبد الله \ فنزل (لن يستنكف المسيح) لن يأنف ولن يتعظم والاستنكاف الكبر مع الأنفة (ولا الملائكة المقربون) وهم حملة العرش لا يأنفون أن يكونوا عبيدا لله ويستدل بهذه الآية من يقول بتفضيل الملائكة على البشر لأن الله تعالى ارتقى من عيسى إلى الملائكة ولا يرتقي إلا إلى الأعلى لا يقال لا يستنكف فلان من كذا ولا عبده إنما يقال فلان يستنكف من هذا ولا مولاه ولا حجة لهم فيه لأنه لم يقل ذلك رفعا لمقامهم على مقام البشر بل ردا على الذين يقولون الملائكة آلهة كما رد على النصارى قولهم المسيح ابن الله وقال رداعلى النصارى بزعمهم فإنهم يقولون بتفضيل الملائكة قوله تعالى (ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا) قيل الاستنكاف هو التكبر مع الأنفة والاستكبار هو العلو والتكبر من غير أنفة 173 (فأما الذين آمنوا وعلموا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) من تضعيف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (وأما الذين استنكفوا واستكبروا) عن عبادته (فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا) 174 قوله عز وجل (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم هذا قول أكثر المفسرين وقيل هو القرآن والبرهان الحجة (وأنزلنا إليكم نورا مبينا) بينا يعني القرآن 175 (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به) امتنعوا به من زيغ الشيطان (فسيدخلهم في رحمة منه وفضل) يعني الجنة (ويهديهم إليه صراطا مستقيما)
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 » »»