تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٢٩
سورة النساء 41 42 مسعود رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد ألا من كان يطلب مظلمة فليجيء إلى حقه فليأخذه فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته أو أخيه فليأخذ منه وإن كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) ويؤتى بالعبد فينادي مناد على رؤوس الأولين والآخرين هذا فلان ابن فلان فمن كان له عليه حق فليأت إلى حقه فيأخذه ويقال آت هؤلاء حقوقهم فيقول يا رب من أين وقد ذهبت الدنيا فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا في أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا ربنا بقي له مثقال ذرة من حسنة فيقول ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها) وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقي طالبون فيقول الله عز وجل خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيآته ثم صكوا له صكا إلى النار فمعنى الآية على هذا التأويل أن الله لا يظلم مثقال ذرة للخصم على الخصم بل أخذ له منه ولا يظلم مثقال ذرة تبقى له بل يثيبه عليها ويضعفها له فذاك قوله تعالى (وإن تك حسنة يضاعفها) قرأ أهل الحجاز (حسنة) بالرفع أي وإن توجد حسنة وقرأ الآخرون بالنصب على معنى وإن تك زنة الذرة حسنة يضاعفها أي يجعلها أضعافا كثيرة (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) قال أبو هريرة رضي الله عنه إذا قال الله تعالى أجرا عظيما فمن يقدر قدره 41 قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) أي فكيف الحال وكيف يصنعون إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني بنبيها يشهد عليهم بما عملوا (وجئنا بك) يا محمد (على هؤلاء شهيدا) شاهدا يشهد على جميع الأمة على من رآه ومن لم يره أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن يوسف أنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إقرأ علي \ قلت يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل قال نعم فقرأت سورة النساء حتى إذا أتيت هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال \ حسبك الآن \ فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان 42 قوله عز وجل (يومئذ) يوم القيامة (يود الذين كفورا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض) قرأ أهل المدينة وابن عامر (تسوى) بفتح التاء وتشديد السين على معنى تتسوى فأدغمت التاء الثانية
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»