تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٠٧
سورة النساء 17 في الحديث وذهب أصحال الرأي إلى أن الإسلام من شرائط الإحصان ولا يرجم الذمي وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رجم يهوديين زنيا وكانا قد أحصنا وإن كان الزاني غير محصن بأن لم تجتمع فيه هذه الأوصاف نظر إن كان غير بالغ أو كان مجنونا فلا حد عليه وإن كان حرا عاقلا بالغا غير أنه لم يحصن بنكاح صحيح فعليه جلد مائة وتغريب عام وإن كان عبدا فعليه جلد خمسين وفي تغريبه قولان إن قلنا يغرب فيه قولان أصحهما نصف سنة كما يجلد خمسين على نصف حد الحر 17 قوله تعالى (إنما التوبة على الله) قال الحسن يعني التوبة التي يقبلها فيكون على بمعنى عند وقيل من الله (للذين يعملون السوء بجهالة) قال قتادة أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل ما عصي به الله فهو جهالة عمدا كان أو لم يكن وكل من عصى الله فهو جاهل وقال مجاهد المراد من الآية العمد قال الكلبي لم يدهل أنه ذنب لكنه جهل عقوبته وقيل معنى الجهالة اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية (ثم يتوبون من قريب) قيل معناه قبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها وقال السدي والكلبي القريب أن يتوب في صحته قبل مرض موته وقال عكرمة قبل الموت وقال الضحاك قبل معاينة ملك الموت أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنا علي بن الجعد أنا ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نغير عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن الله تعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر \ أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أنا أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن عبد الجبار الزياتي أنا حميد بن زنجويه أنا أبو الأسود أنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر لهم ما استغفروني \ قوله تعالى (فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما)
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»