سورة آل عمران 20 وأقمت سنة فلما مضت السنة قلت يا أبا محمد مضت السنة قال حدثني أبو وائل عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله إن لعبدي هذا عندي عهدا وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة \ قوله تعالى (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب) قال الكلبي نزلت في اليهود والنصارى حين تركوا الإسلام أي وما اختلف الذين أوتوا الكتاب في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم (إلا من بعد ما جاءهم العلم) يعني بيان نعته في كتبهم وقال الربيع بن أنس إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين رجلا من أحبار بني إسرائيل فاستودعهم التوراة واستخلف يوشع بن نون فلما مضى القرن الأول والثاني والثالث وقعت الفرقة بينهم وهم الذين أوتوا الكتاب من أبناء أولئك السبعين حتى أهرقوا بينهم الدماء ووقع الشر والاختلاف وذلك من بعد ما جاءهم العلم يعني بيان ما في التوراة (بغيا بينهم) أي طلبا للملك والرياسة فسلط الله عليهم الجبابرة وقال محمد بن جعفر بن الزبير نزلت في نصارى نجران ومعناها وما اختلف الذين أوتوا الكتاب يعني الإنجيل في أمر عيسى عليه السلام وفرقوا القول فيه إلا من بعد ما جاءهم العلم بأن الله واحد وأن عيسى عبده ورسوله بغيا بينهما أي للمعاداة والمخالفة (ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) 20 قوله تعالى (فإن حاجوك) أي خاصموك يا محمد في الدين وذلك أن اليهود والنصار قالوا ألسنا ما سميتنا به يا محمد إنما اليهودية والنصرانية نسب والدين هو الإسلام ونحن عليه فقال الله تعالى (فقل أسلمت وجهي لله) أي انقدت لله وحده بقلبي ولساني وجميع جوارحي وإنما خص الوجه لأنه أكرم الجوارح للإنسان وفيه بهاؤه فإذا خضع وجهه للشيء فقد خضع له جميع جوارحه وقال الراء معناه أخصلت عملي لله (ومن تبعن) أي ومن اتبعني فأسلم كما أسلمت وأثبت نافع وأبو عمرو الياء في قوله تعالى (اتبعني) على الأصل وحذفه الآخرون على الخطأ لأنهما في المصحف بغير ياء وقوله (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين) يعني العرب (أأسلمتم) لفظه استفهام ومعناه أمر أي وأسلموا كما قال (فهل أنتم منتهون) أي انتهوا (فإن أسلموا فقد اهتدوا) فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال أهل الكتاب أسلمنا فقال لليهود أتشهدون أن عزيرا عبده ورسوله فقالوا معاذ الله أن يكون عزيرا عليه السلام عبدا وقال للنصارى أتشهدون أن عيسى كلمة الله وعبده ورسوله قالوا معاذ الله أن يكون عيسى عبدا فقال الله عز وجل (وإن تولوا فإنما عليك البلاغ) أي تبليغ الرسالة وليس عليك الهداية (والله بصير بالعباد) عالم بمن يؤمن وبمن لا يؤمن
(٢٨٧)