سورة آل عمران 14 إلى بعض (التقتا) يوم بدر (فئة تقاتل في سبيل الله) طاعة الله وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستة وثلاثون رجلا من الأنصار وصاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة وكان فيهم سبعون بعيرا وفرسان فرس للمقداد بن عمرو وفرس لمرثد بن أبي مرثد وأكثرهم رجالة وكان معهم من السلاح ستة أدرع وثمانية سيوف قوله تعالى (وأخرى كافرة) أي فرقة أخرى كافرة وهم مشركوا مكة وكانوا تسعمائة وخمسين رجلا من المقاتلة يرأسهم عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وفيهم مائة فرس وكانت حرب بدر أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرونهم مثليهم) قرأ أهل المدينة ويعقوب بالتاء يعني ترون يا معشر اليهود أهل مكة مثل عدد المسلمين وذلك أن جماعة من اليهود كانوا حضروا قتال بدر لينظروا على من تكون الدائرة فرأوا المشركين مثلي عدد المسلمين ورأوا النصر مع ذلك للمسلمين فكان ذلك معجزة وآية وقرأ الآخرون بالياء واختلفوا في وجهه فجعل بعضهم الرؤية للمسلمين ثم له تأويلان أحدهما يرى المسلمون المشركين مثليهم كما هم فإن قيل كيف قال (مثليهم) وهم كانوا هم ثلاثة أمثال قيل هذا مثل قول الرجل وعنده درهم أنا أحتاج إلى مثلي هذا الدرهم يعني إلى مثليه سواء فيكون ثلاثة دراهم والتأويل الثاني وهو الأصح كان المسلمون يرون المشركين مثلي عدد أنفسهم قللهم الله تعالى في أعينهم حتى رأوهم ستمائة وستة وعشرين ثم قللهم الله في أعينهم في حالة أخرى حتى رأوهم مثل عدد أنفسهم قال ابن مسعود رضي الله عنه نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون رجلا واحدا ثم قللهم الله تعالى أيضا في أعينهم حتى رأوهم عددا يسيرا أقل من أنفسهم قال ابن مسعود رضي الله عنه حتى قلت لرجل إلى جنبي تراهم سبعين قال أراهم مائة وقال بعضهم الرؤية راجعة إلى المشركين يعني يرى المشركون المسلمين مثليهم قللهم الله قبل القتال في أعين المشركين ليجترئ المشركون عليهم ولا ينصرفوا فلما أخذوا في القتال كثرهم في أعين المشركين ليجبنوا وقللهم في أعين المؤمنين ليجترؤوا فذلك قوله تعالى (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) قوله تعالى (رأي العين) أي في رأي العين نصب بنزع حرف الصفة (والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك) الذي ذكرت (لعبرة لأولي الأبصار) لذوي العقول وقيل لمن أبصر الجمعين 14 قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) جمع شهوة وهي ما تدعو النفس إليه (من النساء) بدأ بهن لأنهن حبائل الشيطان (والنبين والقناطير) جمع قنطار واختلفوا فيه فقال
(٢٨٣)