تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
سورة آل عمران 16 18 فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب واي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا \ قوله تعالى (والله بصير بالعباد) 16 (الذين يقولون) إن شئت جعلت محل (الذين) خفضا ردا على قوله (للذين اتقوا) وإن شئت جعلته رفعا على الابتداء ويحتمل أن يكون نصبا تقديره أعني الذين يقولون (ربنا إننا آمنا) صدقنا (فاغفر لنا ذنوبنا) استرها علينا وتجاوز عنا (وقنا عذاب النار) 17 (الصابرين والصادقين) إن شئت نصبتها على المدح وإن شئت خفضتها على النعت يعني الصابرين في أداء الأوامر وعن ارتكاب النهي وعن البأساء والضراء وحين البأس والصادقين في إيمانهم قال قتادة هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم فصدقوا في السر والعلانية (والقانتين) المطيعين المصلين (والمنفقين) أموالهم في طاعة الله (والمستغفرين بالأسحار) قال مجاهد وقتادة والكلبي يعني المصلين بالأسحار وعن زيد بن أسلم أنه قال هم الذين يصلون الصبح في الجماعة وقيل بالسحر لقربه من الصبح وقال الحسن مدوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يحيي الليل ثم يقول يا نافع أسحرنا فأقول لا فيعاود الصلاة فإذا قلت نعم قعد وأخذ يستغفر الله ويدعوا حتى يصبح أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد المخلدي حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج أنا قتيبة أنا يعقوب بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى الثلث الأخير فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له \ وحكي عن الحسن أن لقمان قال لابنه يا بني لا تكن أعجز من هذا الديك يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك 18 قوله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو) قيل نزلت هذه الآية في نصارى نجران وقال الكلبي قدم حبران من أحبار الشام على النبي صلى الله عليه وسلم فلما أبصر المدينة قال أحدهما لصاحبه ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه عرفاه بالصفة فقالا له أنت محمد قال نعم قالا له وأنت أحمد قال أنا محمد وأحمد قالا له فإنا نسألك عن شيء فإن أخبرتنا به آمنا بك وصدقناك فقال نعم قالا فأخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله عز وجل فأنزل الله تعالى هذه
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»