مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥٤٧
انهار، قال (على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) وقرئ " هار " يقال بئر هائر وهار وهار ومهار، ويقال انهار فلان إذا سقط من مكان عال، ورجل هار وهائر ضعيف في أمره تشبيها بالبئر الهائر، وتهور الليل اشتد ظلامه، وتهور الشتاء ذهب أكثره، وقيل تهير، وقيل تهيره فهذا من الياء، ولو كان من الواو لقيل تهوره.
هيت: هيت قريب من هلم وقرئ " هيت لك ": أي تهيأت لك، ويقال هيت به وتهيت إذا قالت هيت لك، قال الله تعالى: (وقالت هيت لك) هات: يقال هات وهاتيا وهاتوا، قال تعالى (قل هاتوا برهانكم) قال الفراء: ليس في كلامهم هاتيت وإنما ذلك في ألسن الخبرة، قال ولا يقال لا تهات. وقال الخليل المهاتاة والهتاء مصدر هات.
هيهات: هيهات كلمة تستعمل لتبعيد الشئ، يقال هيهات هيهات وهيهاتا ومنه قوله عز وجل: (هيهات هيهات لما توعدون).
قال الزجاج: البعد لما توعدون، وقال غيره غلط الزجاج واستهواه اللام فإن تقديره بعد الامر والوعد لما توعدون أي لأجله، وفى ذلك لغات: هيهات وهيهات وهيهاتا وهيها، وقال الفسوي: هيهات بالكسر، جمع هيهات بالفتح.
هاج: يقال هاج البقل يهيج اصفر وطاب، قال عز وجل: (ثم يهيج فتراه مصفرا) وأهيجت الأرض صار فيها كذلك، وهاج الدم والفحل هيجا وهياجا وهيجت الشر والحرب والهيجاء الحرب وقد يقصر، وهيجت البعير:
أثرته.
هيم: يقال رجل هيمان وهائم شديد العطش، وهام على وجهه ذهب وجمعه هيم، قال (فشاربون شرب الهيم) والهيام داء يأخذ الإبل من العطش ويضرب به المثل فيمن اشتد به العشق، قال (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) أي في كل نوع من الكلام يغلون في المدح والذم وسائر الأنواع المختلفات، ومنه الهائم على وجهه المخالف للقصد الذاهب على وجهه، وهام ذهب في الأرض واشتد عشقه وعطش، والهيم الإبل العطاش وكذلك الرمال تبتلع الماء، والهيام من الرمل اليابس، كأن به عطشا.
هان: الهوان على وجهين، أحدهما تذلل الانسان في نفسه لما لا يلحق به غضاضة فيمدح به نحو قوله: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) ونحو ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن هين لين " الثاني: أن يكون من جهة متسلط مستخف به فيذم به. وعلى الثاني قوله تعالى: (فاليوم تجزون عذاب الهون - فأخذتهم صاعقة العذاب الهون -
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»
الفهرست