واعتمدت عليه، وأوثقته شددته، والوثاق والوثاق اسمان لما يوثق به الشئ، والوثقى تأنيث الأوثق. قال تعالى: (ولا يوثق وثاقه أحد - حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) والميثاق عقد مؤكد بيمين وعهد، قال:
(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين - وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم - وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) والموثق الاسم منه، قال: (حتى تؤتون موثقا من الله) إلى قوله: (موثقهم) والوثقى قريبة من الموثق، قال: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) وقالوا رجل ثقة وقوم ثقة ويستعار للموثوق به، وناقة موثقة الخلق محكمته.
وثن: الوثن واحد الأوثان وهو حجارة كانت تعبد، قال: (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) وقيل أوثنت فلانا أجزلت عطيته، وأوثنت من كذا أكثرت منه.
وجب: الوجوب الثبوت. والواجب يقال على أوجه: الأول في مقابلة الممكن وهو الحاصل الذي إذا قدر كونه مرتفعا حصل منه محال نحو وجود الواحد مع وجود الاثنين فإنه محال أن يرتفع الواحد مع حصول الاثنين.
الثاني: يقال في الذي إذا لم يفعل يستحق به اللوم، وذلك ضربان: واجب من جهة العقل كوجوب معرفة الوحدانية ومعرفة النبوة، وواجب من جهة الشرع كوجوب العبادات الموظفة. ووجبت الشمس إذا غابت كقولهم سقطت ووقعت، ومنه قوله تعالى (فإذا وجبت جنوبها) ووجب القلب وجيبا كل ذلك اعتبار بتصور الوقوع فيه، ويقال في كله أوجب.
وعبر بالموجبات عن الكبائر التي أوجب الله عليها النار. وقال بعضهم الواجب يقال على وجهين، أحدهما: أن يراد به اللازم الوجوب فإنه لا يصح أن لا يكون موجودا كقولنا في الله جل جلاله واجب وجوده. والثاني:
الواجب بمعنى أن حقه أن يوجد. وقول الفقهاء الواجب ما إذا لم يفعله يستحق العقاب وذلك وصف له بشئ عارض له لا بصفة لازمة له ويجرى مجرى من يقول الانسان الذي إذا مشى مشى برجلين منتصب القامة.
وجد: الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواس الخمس نحو: وجدت زيدا، ووجدت طعمه، ووجدت صوته، ووجدت خشونته.
ووجود بقوة الشهوة نحو: وجدت الشبع.
ووجود بقوة الغضب كوجود الحزن والسخط. ووجود بالعقل أو بواسطة العقل كمعرفة الله تعالى ومعرفة النبوة، وما ينسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرد إذ كان الله منزها عن الوصف بالجوارح والآلات نحو (وما وجدنا لأكثرهم من عهد - وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) وكذلك المعدوم يقال على هذه الأوجه. فأما وجود الله تعالى