بهمة تشبيها به وقيل لكل ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا وعلى الفهم إن كان معقولا مبهم، ويقال أبهمت كذا فاستبهم وأبهمت الباب أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه والبهيمة ما لا نطق له وذلك لما في صوته من الابهام لكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير فقال تعالى: (أحلت لكم بهيمة الأنعام) وليل بهيم فعيل بمعنى مفعل قد أبهم أمره للظلمة أو في معنى مفعل لأنه يبهم ما يعن فيه فلا يدرك، وفرس بهيم إذا كان على لون واحد لا يكاد تميزه العين غاية التمييز ومنه ما روى " أنه يحشر الناس يوم القيامة بهما " أي عراة وقيل معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به والله أعلم، والبهم صغار الغنم والبهمي نبات يستبهم منبته لشركه وقد أبهمت الأرض كثر بهمها نحو أعشبت وأبقلت أي كثر عشبها وبقلها.
باب: الباب يقال لمدخل الشئ وأصل ذلك مداخل الأمكنة كباب المدينة والدار والبيت وجمعه أبواب قال تعالى: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب) وقال تعالى: (لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) ومنه يقال في العلم باب كذا وهذا العلم باب إلى علم كذا أي به يتوصل إليه وقال صلى الله عليه وسلم:
" أنا مدينة العلم وعلى بابها " أي به يتوصل قال الشاعر: * أتيت المروءة من بابها * قال تعالى: (ففتحنا عليهم أبواب كل شئ) وقال عز وجل (باب باطنه فيه الرحمة) وقد يقال أبواب الجنة وأبواب جهنم للأشياء التي بها يتوصل إليهما، قال تعالى: (ادخلوا أبواب جهنم) وقال تعالى: (حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم) وربما قيل هذا من باب كذا أي مما يصلح له وجمعه بابات وقال الخليل بابة في الحدود وبوبت بابا، أي عملت وأبواب مبوبة، والبواب حافظ البيت وتبوبت بابا اتخذته، وأصل باب بوب.
بيت: أصل البيت مأوى الانسان بالليل لأنه يقال بات أقام بالليل كما يقال ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه وجمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر قال عز وجل (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) وقال تعالى:
(واجعلوا بيوتكم قبلة - لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر، وعبر عن مكان الشئ بأنه بيته وصار أهل البيت متعارفا في آل النبي عليه الصلاة السلام ونبه النبي بقوله " سلمان منا أهل البيت " أن مولى القوم يصح نسبته إليهم، كما قال " مولى القوم منهم وابنه