مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٣٣
مكعب مطوي شديد الادراج، وكل ما بين العقدتين من القصب والرمح يقال له كعب تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين كفصل الكعب بين الساق والقدم.
كف: الكف: كف الانسان وهي ما بها يقبض ويبسط، وكففته أصبت كفه وكففته أصبته بالكف ودفعته بها. وتعورف الكف بالدفع على أي وجه كان بالكف كان أو غيرها حتى قيل رجل مكفوف لمن قبض بصره، وقوله:
(وما أرسلناك إلا كافة للناس) أي كافا لهم عن المعاصي والهاء فيه للمبالغة كقولهم: راوية وعلامة ونسابة، وقوله: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) قيل معناه كافين لهم كما يقاتلونكم كافين، وقيل معناه جماعة كما يقاتلونكم جماعة، وذلك أن الجماعة يقال لهم الكافة كما يقال لهم الوازعة لقوتهم باجتماعهم وعلى هذا قوله (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) وقوله (فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها) فإشارة إلى حال النادم وما يتعاطاه في حال ندمه. وتكفف الرجل إذا مد يده سائلا، واستكف إذا مد كفه سائلا أو دافعا، واستكف الشمس دفعها بكفه وهو أن يضع كفه على حاجبه مستظلا من الشمس ليرى ما يطلبه، وكفة الميزان تشبيه بالكف في كفها ما يوزن بها وكذا كفة الحبالة، وكففت الثوب إذا خطت نواحيه بعد الخياطة الأولى.
كفت: الكفت القبض والجمع، قال: (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا) أي تجمع الناس أحيائهم وأمواتهم، وقيل معناه تضم الاحياء التي هي الانسان والحيوانات والنبات، والأموات التي هي الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك.
والكفات قيل هو الطيران السريع، وحقيقته قبض الجناح للطيران، كما قال: (أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن) فالقبض ههنا كالكفات هناك. والكفت السوق الشديد، واستعمال الكفت في سوق الإبل كاستعمال القبض فيه كقولهم قبض الراعي الإبل وراعى قبضة، وكفت الله فلانا إلى نفسه كقولهم قبضه، وفى الحديث: " اكفتوا صبيانكم بالليل ".
كفر: الكفر في اللغة ستر الشئ، ووصف الليل بالكافر لستره الاشخاص، والزراع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللغة لما سمع:
* ألقت ذكاء يمينها في كافر * والكافور اسم أكمام الثمرة التي تكفرها، قال الشاعر:
* كالكرم إذ نادى من الكافور * وكفر النعمة وكفرانها سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: (فلا كفران لسعيه) وأعظم
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»
الفهرست