الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه " وقال:
(لا يقدرون على شئ مما كسبوا) وقد ورد في القرآن في فعل الصالحات والسيئات، فمما استعمل في الصالحات قوله: (أو كسبت في إيمانها خيرا) وقوله: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة) إلى قوله (مما كسبوا):
ومما يستعمل في السيئات (أن تبسل نفس بما كسبت - أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا - إن الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون - فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) وقال: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون - ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا - ولا تكسب كل نفس إلا عليها) وقوله: (ثم توفى كل نفس ما كسبت) فمتناول لهما. والاكتساب قد ورد فيهما، قال في الصالحات (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) وقوله: (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) فقد قيل خص الكسب ههنا بالصالح والاكتساب بالسيئ، وقيل عنى بالكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، وبالاكتساب، ما يتحراه من المكاسب الدنيوية، وقيل عنى بالكسب ما يفعله الانسان من فعل خير وجلب نفع إلى غيره من حيثما يجوز وبالاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله، فنبه على أن ما يفعله الانسان لغيره من نفع يوصله إليه فله الثواب وأن ما يحصله لنفسه وإن كان متناولا من حيثما يجوز على الوجه فقلما ينفك من أن يكون عليه، إشارة إلى ما قيل " من أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب "، وقوله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ونحو ذلك.
كسف: كسوف الشمس والقمر استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبه كسوف الوجه والحال فقيل كاسف الوجه وكاسف الحال، والكسفة قطعة من السحاب والقطن ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة وجمعها كسف، قال: (ثم يجعله كسفا - أسقط علينا كسفا من السماء - أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا) وكسفا بالسكون. فكسف جمع كسفة نحو سدرة وسدر (وإن يروا كسفا من السماء) قال أبو زيد: كسفت الثوب أكسفه كسفا إذا قطعته قطعا، وقيل كسفت عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كسحت لا غير.
كسل: الكسل التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه ولأجل ذلك صار مذموما، يقال كسل فهو كسل وكسلان وجمعه كسالى وكسالى، قال: (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) وقيل فلان لا يكسله المكاسل، وفحل كسل يكسل عن الضراب، وامرأة مكسال فاترة عن التحرك.