مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٨٤
فقيل هو اسم بئر، وفقرت الخرز ثقبته، وأفقرت البعير ثقبت خطمه.
فقع: يقال أصفر فاقع إذا كان صادق الصفرة كقولهم أسود حالك، قال: (صفراء فاقع) والفقع ضرب من الكمأة وبه يشبه الذليل فيقال أذل من فقع بقاع، قال الخليل:
سمى الفقاع لما يرتفع من زبده وفقاقيع الماء تشبيها به.
فقه: الفقه هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم، قال: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا - ولكن لا يفقهون) إلى غير ذلك من الآيات، والفقه العلم بأحكام الشريعة، يقال فقه الرجل فقاهة إذا صار فقيها، وفقه أي فهم فقها، وفقهه أي فهمه، وتفقه إذا طلبه فتخصص به، قال:
(ليتفقهوا في الدين).
فكك: الفكك التفريج وفك الرهن تخليصه وفك الرقبة عتقها. وقوله (فك رقبة) قيل هو عتق المملوك، وقيل بل هو عتق الانسان نفسه من عذاب الله بالكلم الطيب والعمل الصالح وفك غيره بما يفيده من ذلك.
والثاني: يحصل للانسان بعد حصول الأول فإن من لم يهتد فليس في قوته أن يهدى كما بينت في مكارم الشريعة، والفكك انفراج المنكب عن مفصله ضعفا، والفكان ملتقى الشدقين. وقوله: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين) أي لم يكونوا متفرقين بل كانوا كلهم على الضلال كقوله: (كان الناس أمة واحدة) الآية، وما انفك يفعل كذا نحو: ما زال يفعل كذا.
فكر: الفكرة قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر جولان تلك القوة بحسب نظر العقل وذلك للانسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب ولهذا روى: " تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله إذ كان الله منزها أن يوصف بصورة " قال: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات - أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة - إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون - يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة) ورجل فكير كثير الفكرة، قال بعض الأدباء: الفكر مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها.
فكه: الفاكهة قيل هي الثمار كلها وقيل بل هي الثمار ما عدا العنب والرمان. وقائل هذا كأنه نظر إلى اختصاصهما بالذكر، وعطفهما على الفاكهة، قال: (وفاكهة مما يتخيرون - وفاكهة كثيرة - وفاكهة وأبا - فواكه وهم مكرمون - وفواكه مما يشتهون)
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست