مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٨٧
في النار نفسها إذا هاجت وفى القدر وفى الغضب نحو: (وهي تفور - وفار التنور) قال الشاعر:
* ولا العرق فارا * ويقال فار فلان من الحمى يفور والفوارة ما تقذف به القدر من فورانه وفوارة الماء سميت تشبيها بغليان القدر، ويقال فعلت كذا من فوري أي في غليان الحال وقيل سكون الامر، قال (ويأتوكم من فورهم هذا) والفار جمعه فيران، وفأرة المسك تشبيها بها في الهيئة، ومكان فئر فيه الفأر.
فوز: الفوز الظفر بالخير مع حصول السلامة، قال (ذلك هو الفوز الكبير - فاز فوزا عظيما - ذلك هو الفوز المبين) وفى أخرى (العظيم - أولئك هم الفائزون) والمفازة قيل سميت تفاؤلا للفوز وسميت بذلك إذا وصل بها إلى الفوز فإن القفر كما يكون سببا للهلاك فقد يكون سببا للفوز فيسمى بكل واحد منهما حسبما يتصور منه ويعرض فيه، وقال بعضهم:
سميت مفازة من قولهم فوز الرجل إذا هلك، فإن يكن فوز بمعنى هلك صحيحا فذلك راجع إلى الفوز تصورا لمن مات بأنه نجا من حبالة الدنيا، فالموت وإن كان من وجه هلكا فمن وجه فوز ولذلك قيل ما أحد إلا والموت خير له، هذا إذا اعتبر بحال الدنيا، فأما إذا اعتبر بحال الآخرة فيما يصل إليه من النعيم فهو الفوز الكبير (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) وقوله (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) فهي مصدر فاز والاسم الفوز أي لا تحسبنهم يفوزون ويتخلصون من العذاب. وقوله (إن للمتقين مفازا) أي فوزا، أي مكان فوز ثم فسر فقال (حدائق وأعنابا) الآية. وقوله (ولئن أصابكم فضل) إلى قوله (فوزا عظيما) أي يحرصون على أغراض الدنيا ويعدون ما ينالونه من الغنيمة فوزا عظيما.
فوض: قال (وأفوض أمري إلى الله) أرده إليه وأصله من قولهم مالهم فوضى بينهم قال الشاعر:
* طعامهم فوضى فضا في رحالهم * ومنه شركة المفاوضة.
فيض: فاض الماء إذا سال منصبا، قال (ترى أعينهم تفيض من الدمع) وأفاض إناءه إذا ملأه حتى أساله وأفضته، قال (أن أفيضوا علينا من الماء) ومنه فاض صدره بالسر أي سال ورجل فياض أي سخي ومنه استعير أفاضوا في الحديث إذا خاضوا فيه، قال (لمسكم فيما أفضتم فيه - هو أعلم بما تفيضون فيه - إذ تفيضون فيه) وحديث مستفيض منتشر، والفيض الماء الكثير، يقال إنه أعطاه غيضا من فيض أي قليلا من كثير وقوله: (فإذا أفضتم من عرفات) وقوله:
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست