مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٧٩
أي حاذقين وجمعه فره ويقال ذلك في الانسان وفى غيره، وقرئ فرهين في معناه وقيل معناهما أشرين.
فرى: الفري قطع الجلد للخرز والاصلاح والافراء للافساد والافتراء فيهما وفى الافساد أكثر وكذلك استعمل في القرآن في الكذب والشرك والظلم نحو (ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما - انظر كيف يفترون على الله الكذب) وفى الكذب نحو (افتراء على الله قد ضلوا - ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب - أم يقولون افتراه - وما ظن الذين يفترون على الله الكذب - أن يفترى من دون الله - إن أنتم إلا مفترون) وقوله (لقد جئت شيئا فريا) قيل معناه عظيما وقيل عجيبا وقيل مصنوعا وكل ذلك إشارة إلى معنى واحد.
فز: قال (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) أي أزعج (فأراد أن يستفزهم من الأرض) أي يزعجهم، وفزني فلان أي أزعجني، والفز ولد البقرة وسمى بذلك لما تصور فيه من الخفة كما يسمى عجلا لما تصور فيه من العجلة.
فزع: الفزع انقباض ونفار يعتري الانسان من الشئ المخيف وهو من جنس الجزع ولا يقال فزعت من الله كما يقال خفت منه. وقوله (لا يحزنهم الفزع الأكبر) فهو الفزع من دخول النار (ففزع من في السماوات ومن في الأرض - وهم من فزع يومئذ آمنون - حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي أزيل عنها الفزع، ويقال فزع إليه إذا استغاث به عند الفزع، وفزع له أغاثه.
وقول الشاعر:
* كنا إذا ما أتانا صارخ فزع * أي صارخ أصابه فزع، ومن فسره بأن معناه المستغيث فإن ذلك تفسير للمقصود من الكلام لا للفظ الفزع.
فسح: الفسح والفسيح الواسع من المكان والتفسح التوسع، يقال فسحت مجلسه فتفسح فيه، قال (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم) ومنه قيل فسحت لفلان أن يفعل كذا كقولك وسعت له وهو في فسحة من هذا الامر.
فسد: الفساد خروج الشئ عن الاعتدال قليلا كان الخروج عنه أو كثيرا ويضاده الصلاح ويستعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة، يقال فسد فسادا وفسودا، وأفسده غيره، قال (لفسدت السماوات والأرض - لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا - ظهر الفساد في البر والبحر - والله لا يحب الفساد - وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض - ألا إنهم هم المفسدون - ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل - إن الملوك إذا
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست