مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٨١
ضوؤه، وأفصح النصارى جاء فصحهم أي عيدهم.
فصل: الفصل إبانة أحد الشيئين من الاخر حتى يكون بينهما فرجة، ومنه قيل المفاصل، الواحد مفصل، وفصلت الشاة قطعت مفاصلها، وفصل القوم عن مكان كذا، وانفصلوا فارقوه، قال (ولما فصلت العير قال أبوهم) ويستعمل ذلك في الافعال والأقوال نحو قوله (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين - هذا يوم الفصل) أي اليوم يبين الحق من الباطل ويفصل بين الناس بالحكم وعلى ذلك (يفصل بينهم - وهو خير الفاصلين) وفصل الخطاب ما فيه قطع الحكم، وحكم فيصل ولسان مفصل، قال (وكل شئ فصلناه تفصيلا - الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) إشارة إلى ما قال (تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة) وفصيلة الرجل عشيرته المنفصلة عنه، قال (وفصيلته التي تؤويه) والفصال التفريق بين الصبي والرضاع، قال:
(فإن أرادا فصالا عن تراض منهما - وفصاله في عامين) ومنه الفصيل لكن اختص بالحوار، والمفصل من القرآن السبع الأخير وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار، والفواصل أواخر الآي وفواصل القلادة شذر يفصل به بينها، وقيل الفصيل حائل دون سور المدينة، وفى الحديث: " من أنفق نفقة فاصلة فله من الاجر كذا " أي نفقة تفصل بين الكفر والايمان.
فض: الفض كسر الشئ والتفريق بين بعضه وبعضه كفض ختم الكتاب وعنه استعير انفض القوم. قال (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها - لانفضوا من حولك) والفضة اختصت بأدون المتعامل بها من الجواهر، ودرع فضفاضة وفضفاض واسعة.
فضل: الفضل الزيادة عن الاقتصار وذلك ضربان: محمود كفضل العلم والحلم، ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه.
والفضل في المحمود أكثر استعمالا والفضول في المذموم، والفضل إذا استعمل لزيادة أحد الشيئين على الاخر فعلى ثلاثة أضرب: فضل من حيث الجنس كفضل جنس الحيوان على جنس النبات، وفضل من حيث النوع كفضل الانسان على غيره من الحيوان وعلى هذا النحو قوله: (ولقد كرمنا بني آدم) إلى قوله:
(تفضيلا) وفضل من حيث الذات كفضل رجل على آخر. فالأولان جوهريان لا سبيل للناقص فيهما أن يزيل نقصه وأن يستفيد الفضل كالفرس والحمار لا يمكنهما أن يكتسبا الفضيلة التي خص بها الانسان، والفضل الثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل على اكتسابه ومن هذا النوع التفضيل المذكور في قوله:
(والله فضل بعضكم على بعض في الرزق -
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست