مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٧٨
الذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله وعلى هذا قوله (فيها يفرق كل أمر حكيم) وقيل عمر الفاروق رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحق والباطل، وقوله: (وقرآنا فرقناه) أي بينا فيه الاحكام وفصلناه وقيل فرقناه أي أنزلناه مفرقا، والتفريق أصله للتكثير ويقال ذلك في تشتيت الشمل والكلمة نحو (يفرقون به بين المرء وزوجه - وفرقت بين بني إسرائيل) وقوله (لا نفرق بين أحد من رسله) وقوله (لا نفرق بين أحد منهم) إنما جاز أن يجعل التفريق منسوبا إلى أحد من حيث إن لفظ أحد يفيد الجمع في النفي، وقال (إن الذين فرقوا دينهم) وقرئ فارقوا والفراق والمفارقة تكون بالأبدان أكثر.
قال (هذا فراق بيني وبينك) وقوله (وظن أنه الفراق) أي غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدنيا بالموت، وقوله (ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله) أي يظهرون الايمان بالله ويكفرون بالرسل خلاف ما أمرهم الله به.
وقوله (ولم يفرقوا بين أحد منهم) أي آمنوا برسل الله جميعا، والفرقان أبلغ من الفرق لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل وتقديره كتقدير رجل قنعان يقنع به في الحكم وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفى غيره وقوله (يوم الفرقان) أي اليوم الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، والحجة والشبهة، وقوله (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) أي نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل، فكان الفرقان ههنا كالسكينة والروح في غيره وقوله (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان) قيل أريد به يوم بدر فإنه أول يوم فرق فيه بين الحق والباطل، والفرقان كلام الله تعالى، لفرقه بين الحق والباطل في الاعتقاد والصدق والكذب في المقال والصالح والطالح في الأعمال وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان - ولقد آتينا موسى الكتاب والفرقان - ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان - تبارك الذي نزل الفرقان - شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) والفرق تفرق القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصدع والشق فيه، قال (ولكنهم قوم يفرقون) ويقال رجل فروق وفروقة وامرأة كذلك ومنه قيل للناقة التي تذهب في الأرض نادة من وجع المخاض فارق وفارقة وبها شبه السحابة المنفردة فقيل فارق، والأفرق من الديك ما عرفه مفروق، ومن الخيل ما أحد وركيه أرفع من الاخر، والفريقة تمر يطبخ بحلبة، والفروقة شحم الكليتين.
فره: الفره الأشر وناقة مفرهة تنتج الفره، وقوله (وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين)
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست