مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٩٢
المتقين) تنبيه أن ليس كل عبادة متقبلة بل إنما يتقبل إذا كان على وجه مخصوص، قال: (فتقبل منى) وقيل للكفالة قبالة فإن الكفالة هي أو كد تقبل، وقوله (فتقبل منى) فباعتبار معنى الكفالة، وسمى العهد المكتوب قبالة، وقوله (فتقبلها) قيل معناه قبلها وقيل معناه تكفل بها ويقول الله تعالى كلفتني أعظم كفالة في الحقيقة وإنما قيل:
(فتقبلها ربها بقبول) ولم يقل بتقبل للجمع بين الامرين: التقبل الذي هو الترقي في القبول، والقبول الذي يقتضى الرضا والإثابة. وقيل القبول هو من قولهم فلان عليه قبول إذا أحبه من رآه، وقوله: (كل شئ قبلا) قيل هو جمع قابل ومعناه مقابل لحواسهم، وكذلك قال مجاهد: جماعة جماعة، فيكون جمع قبيل، وكذلك قوله: (أو يأتيهم العذاب قبلا) ومن قرأ قبلا فمعناه عيانا. والقبيل جمع قبيلة وهي الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعض، قال (وجعلناكم شعوبا وقبائل - والملائكة قبيلا) أي جماعة جماعة وقيل معناه كفيلا من قولهم قبلت فلانا وتقبلت به أي تكفلت به، وقيل مقابلة أي معاينة، ويقال فلان لا يعرف قبيلا من دبير أي ما أقبلت به المرأة من غزلها وما أدبرت به. والمقابلة والتقابل أن يقبل بعضهم على بعض إما بالذات وإما بالعناية والتوفر والمودة، قال: (متكئين عليها متقابلين - إخوانا على سرر متقابلين) ولى قبل فلان كذا كقولك عنده، قال (وجاء فرعون ومن قبله - فما للذين كفروا قبلك مهطعين) ويستعار ذلك للقوة والقدرة على المقابلة أي المجازاة فيقال لا قبل لي بكذا أي لا يمكنني أن أقابله، قال:
(فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) أي لا طاقة لهم على استقبالها ودفاعها. والقبلة في الأصل اسم للحالة التي عليها المقابل نحو الجلسة والقعدة، وفى التعارف صار اسما للمكان المقابل المتوجه إليه للصلاة نحو (فلنولينك قبلة ترضاها) والقبول ريح الصبا تسميتها بذلك لاستقبالها القبلة. وقبيلة الرأس موصل الشؤون وشاة مقابلة قطع من قبل أذنها، وقبال النعل زمامها، وقد قابلتها جعلت لها قبالا، والقبل الفحج، والقبلة خرزة يزعم الساحر أنه يقبل بالانسان على وجه الاخر، ومنه القبلة وجمعها قبل وقبلته تقبيلا.
قتر: القتر تقليل النفقة وهو بإزاء الاسراف وكلاهما مذمومان، قال: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) ورجل قتور ومقتر، وقوله: (وكان الانسان قتورا) تنبيه على ما جبل عليه الانسان من البخل كقوله: (وأحضرت الأنفس الشح) وقد قترت الشئ وأقترته وقترته أي قللته ومقتر فقير، قال: (وعلى المقتر قدره) وأصل
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست