تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٥٨
* (وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم) * * زمان العدة، وأن زمان العدة يتعقب زمان الطلاق.
وأما من قال: بأن الأقراء هن الأطهار، قال فمعنى قوله: ' لقبل عدتهن ' أي: لوجه عدتهن؛ فإن قيل: إن قبل الشيء وجهه، والمراد في أول زمان الطهر، فإن قيل: أول زمان الطهر وآخره واحد في الطلاق؛ فليس المعنى إلا ما ذكرنا.
قلنا: ليس كذلك، بل الأولى أن يطلق في أول زمان الطهر إذا أراد الطلاق؛ لأنه إذا أخر لم يأمن أن يجامعها ثم يطلق، فيكون قد طلق طلاق البدعة.
وقد روي عن عمر وابن مسعود وابن عباس ومجاهد وغيره من التابعين معنى قوله: * (لعدتهن) أي: طاهرا من غير جماع. وقد ثبت هذا اللفظ عن النبي برواية نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته في حال الحيض، فقال له النبي: ' راجعها ثم أمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شئت طلقها طاهرا من غير جماع '. وتلك العدة التي أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء. وفي رواية: أنه قال لعمر: ' مره فليراجعها '. وفي رواية ' ثم إذا طهرت إن شاء طلقها طاهرا من غير جماع ' ولم يذكر ثم تحيض ثم تطهر. وعن أنس [و] ابن سيرين أنه قال لابن عمر: ' احتسبت بتلك الطلقة؟ قال: نعم.
(وفي رواية: خمسة). وفي رواية ثالثة: قال: نعم وإن عجزت واستحمقت.
وقوله: * (وأحصوا العدة) هذا خطاب للأزواج، أمرهم أن يحصوا العدة ليعرفوا زمان الرجعة ومدة انقطاعها. ويقال: ليعرفوا مدة الإنفاق عليهن.
وقوله: * (واتقوا الله ربكم) يعني: طلقوا للسنة، ولا تطلقوا للبدعة. ويقال: اتقوا ربكم في ترك إخراجهن من البيوت، وأما صفة طلاق السنة فهو من حيث الوقت أن
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»