تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٦١
* (بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من) * * موضع الوجوب، ويقال: بمعروف أي: من غير قصد مضارة.
قوله: * (وأشهدوا ذوي عدل منكم) فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أن الإشهاد واجب في الطلاق والرجعة بظاهر الآية.
والقول الثاني: أن الإشهاد يجب في الرجعة ولا يجب في المفارقة وهو أحد قولي الشافعي رضي الله عنه وهو قول طاوس من التابعين.
والقول (الثاني): أنه يندب إلى الإشهاد في الرجعة، ولا يجب، وعليه أكثر أهل العلم، وهو قول آخر الشافعي رحمة الله عليه.
وأما العدل هو مستقيم الحال في معاملات الشرع وأوامره. وقال منصور: سألت إبراهيم عن العدل فقال: هو الذي لم يظهر فيه ريبة.
وقوله: * (وأقيموا الشهادة لله) هو خطاب للشهداء بأداء الشهادات على وجوهها.
وقوله: * (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) وقوله: * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) قال ابن عباس: من كل أمر ضاق على الناس. وعنه قال: إذا اتقى الله في الطلاق على وجه السنة بأن طلق واحدة، جعل له مخرجا منه في جواز الرجعة وروي أن رجلا أتاه وقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثا فهل له مخرج؟ فقال: إن عمك عصى الله فأثم، وأطاع الشيطان فلم يجعل له مخرجا. وفي بعض الأخبار برواية ابن عباس أن النبي قال في قوله: ' * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) قال: ' من غموم الدنيا وغمرات الموت وشدائد الآخرة '.
وقوله: * (ويرزقه من حيث لا يحتسب) أي: من حيث لا يرجو ولا يأمل، وقيل:
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»