* (يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم (11) وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين (12) الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون (13) يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم (14) إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * * وقوله: * (والله بكل شيء عليم).
قوله تعالى: * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) أي: البين.
قوله تعالى: * (الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون) قد بينا.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) أي: أعداء لكم فاحذروهم. قال ابن عباس: نزلت الآية في قوم أسلموا بمكة، وكانوا يريدون أن يهاجروا إلى المدينة فيمنعهم أولادهم وأهلوهم ويقولون: فارقتمونا بدينكم فلا تفارقونا بأنفسكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وعن مجاهد قال: نزلت الآية في عوف بن مالك الأشجعي، وكان قد لقي جفاء من أهله وولده.
وقوله: * (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) قال ابن عباس: لما تخلف هؤلاء بسبب أهليهم ثم هاجروا من بعد فرأوا قوما قد أسلموا من قومهم، وتقدموا في الهجرة وتفقهوا في الدين، حزنوا لذلك حزنا شديدا، وهموا أن يعاقبوا أهليهم وبنيهم ويتركوا الإنفاق عليهم، فأنزل الله تعالى قوله: * (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم).
قوله تعالى: * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي: بلاء ومحنة، ومعنى البلاء والمحنة من الأموال والأولاد أنه يشتغل بهم عن طاعة الله تعالى، ويحمله طلب المال ورضا الأولاد على معصية الله تعالى. وفي بعض الأخبار عن النبي أنه قال: ' الولد مبخلة مجبنة محزنة مجهلة '. ومعناه: أنه يحمل على البخل والجبن والحزن