* (وا لله عنده أجر عظيم (15) فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا) * * والجهل. وعن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: من اتخذ أهلا ومالا وولدا كان للدنيا عبدا.
وروى عبد الله بن بريدة [عن أبيه] ' أن النبي كان يخطب فدخل الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يعثران في ذلك، فنزل النبي عن المنبر وحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قرأ قوله تعالى: * (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ثم قال: رأيت هذين الصبيين يعثران في قميصهما، فما ملكت نفسي حتى نزلت وحملتهما '.
وأنشدوا في لفظ الفتنة لبعضهم:
(قد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عثمان شرا طويلا) يعني: قد ابتلي الناس.
وقوله: * (والله عنده أجر عظيم) أي: كثير.
قوله تعالى: * (فاتقوا الله ما استطعتم) قال ربيع بن أنس: بجهدكم وطاقتكم. وروى معمر، عن قتادة أن هذه الآية نسخت قوله تعالى: * (اتقوا الله حق تقاته) ومثل هذا عن جماعة من التابعين. وقال جماعة من أهل العلم: الأولى أن يقال: هذه الآية رخصة وليست بناسخة. وذكر القفال أن هذه الآية مبينة لقوله تعالى: * (اتقوا الله حق تقاته) لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها. وذكر مثل ذلك على ابن عيسى وغيره.