* (بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9) يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (11) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز) * * لا يهدي القوم الظالمين) قد بينا من قبل.
قوله تعالى: * (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) يقال: هو القرآن. ويقال: هو محمد.
وقوله: * (والله متم نوره ولو كره الكافرون) أي: يتم أمر نوره ولو كره الكافرون.
قوله تعالى: * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) أي: على جميع الأديان شرقا وغربا، ومصداق هذه الآية على الكمال إنما يكون عند نزول عيسى ابن مريم حيث لا يبقى إلا دين الإسلام.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) والتجارة أن تبذل شيئا وتأخذ شيئا، فكأنه جعل بذل النفس والمال وأخذ الثواب تجارة، وهو على طريق المجاز.
قوله تعالى: * (تؤمنون بالله ورسوله) في قراءة ابن مسعود: ' آمنوا بالله ورسوله ' وهو معنى القراءة المعروفة، وجوابه: يغفر لكم ذنوبكم.
وقوله: * (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ظاهر المعنى.
قوله: * (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) أي: بساتين، والأنهار هي الأنهار الأربعة تجري من غير أخدود.
وقوله: * (ومساكن طيبة في جنات عدن) أي: يسطيبونها، والعدن موضع الإقامة، قال ابن مسعود: هو بطنان الجنة. وفي بعض الأخبار: أن الله غرس جنة عدن