تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٣٠
بسم الله الرحمن الرحيم (* (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم (1) هو) * * تفسير سورة الجمعة مدنية في قول الجميع، وذكر بعضهم: أنها مكية، وليس بصحيح.
قوله تعالى: * (يسبح لله) قد بينا معنى التسبيح، وهو تنزيه الرب عن كل ما لا يليق به. ويقال: التسبيح لله هو ذكر الله. وذكر القفال الشاشي: أن معنى تسبيح الجمادات هو ما جعل فيها من دلائل حدثها، وأن لها صانعا وخالقا. وهذا ليس بصحيح، وقد ذكرنا من قبل ما قاله أهل السنة فيها.
وقوله: * (ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس) أي: الطاهر من كل عيب وآفة.
وقوله: * (العزيز الحكيم) أي: الغالب في أمره، العدل في فعله.
قوله تعالى: * (هو الذي بعث في الأميين رسولا) روى منصور، عن إبراهيم: أن الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ. وروى ابن عمر أن النبي قال: ' نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا '. وأشار بأصابعه العشر، وحبس إبهامه في المرة الثالثة.
ويقال: سمي الأمي أميا نسبة إلى ما ولدته عليه أمه. ويقال: سمي أميا لأنه الأصل في جبلة الأمة، والكتابة لا تكون إلا بتعلم. وعن بعضهم: سميت قريش أميين نسبة إلى أم القرى وهي [مكة] فإن قال قائل: لم يكن كل قريش أميا، وقد قال: * (في الأميين) والجواب: أن الله تعالى سماهم أميين باعتبار غالب أمرهم، وقد كانت الكتابة نادرة فيهم، وقد كانت العرب تسمي من علم الكتابة والسباحة والرمي شاعرا الكامل. قال ابن عباس: تعلمت قريش الكتابة من أهل
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»