((38) * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (39) وأن سعيه سوف يرى (40) ثم يجزاه الجزاء الأوفى (41) وأن إلى ربك المنتهى (42) وأنه هو أضحك وأبكى (43) وأنه) * * وعن ابن عباس أنه قال: الإسلام ثلاثون سهما، ولم يتم جميعها غير إبراهيم ومحمد عليهما السلام. وقال الفراء: ' وفى ' معناه: بلغ. وعن الهذيل بن شرحبيل قال: كان بين نوح وإبراهيم قرون يأخذون الجار بذنب الجار، وابن العم بذنب ابن العم، والصديق بذنب الصديق، فجاء إبراهيم وبلغ عن الله تعالى: * (ألا تزر وازرة وزر أخرى) أي: لا يؤخذ أحد بذنب غيره.
قوله تعالى: * (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) معناه: إن سعي في الخير يلق الخير، وإن سعى في الشر يلق الشر.
وقوله: * (وأن سعيه سوف يرى) أي: يراه على معنى أن الله تعالى يريه إياه، وهو الجزاء الذي يجازيه عليه، وهو معنى قوله: * (ثم يجزاه الجزاء الأوفى) أي: الأكمل الأتم.
قوله تعالى: * (وأن إلى ربك المنتهى) أي: مصير العباد ومرجعهم إليه. قال محمد بن علي الباقر: تاه فيه العقول أي: تحيرت. فعلى هذا معنى الآية: أن العقول إذا انتهت إلى أوصافه تحيرت، يعني: أنها لا تدرك أوصافه على الكمال. وفي بعض التفاسير: أن بعض الملائكة تفكر في الله تعالى فصيحت عليه صيحة، فتاه عقله، فهو يسمى بين الملائكة التائه.
قوله تعالى: * (وأنه هو أضحك وأبكى) قال ابن عباس: أضحك أهل الجنة، وأبكى أهل النار. ويقال: أضحك بالوعد، وأبكى بالوعيد. ويقال: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر. والأصح من الأقاويل أنه أضحك الخلق وأبكاهم.
قوله تعالى: * (وأنه هو أمات وأحيا) يقال: أمات الآباء، وأحيا الأبناء وقيل: أمات قوما بالضلالة، وأحيا بالهداية. والأصح أنه أمات الخلق وأحياهم.
قوله تعالى: * (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) أي: الصنفين. قال الضحاك: