تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٢١
* (فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10) يا أيها الذين آمنوا لا يسخر) * * يشتمه، ومن كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته، ومن ستر على أخيه المسلم ستر الله عليه يوم القيامة، ومن فرج عن أخيه المسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة '. خرجه البخاري ومسلم.
وقوله: * (فأصلحوا بين أخويكم) ذكر الأخوين ليدل بوجوب الإصلاح بينهما على وجوب الإصلاح بين الجمع الكثير.
وقوله: * (واتقوا الله) أي: اتقوا الله من أن لا تتركوهم على الفساد، وأن تسعوا في طلب الصلاح.
وقوله: * (لعلكم ترحمون) أي: يعطف الله تعالى عليكم، ويعفو عنكم. ويقال: * (فأصلحوا بين أخويكم) أي: إخوانكم، وروى أسباط عن السدى أن رجلا من الأنصار كانت له امرأة، فأرادت أن تزور أهلها فمنعها زوجها، وجعلها في علية له، فجاء أهلها ليحملوها إليهم، واستعان الرجل بقومه في منعها؛ فوقع بينهم شر وقتال، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) السخرية: هو الاستهزاء والبطر يعني: المهانة والاحتقار.
وقوله: * (قوم من قوم) القوم هاهنا بمعنى الرجال، قال الشاعر:
(ولا أدري ولست أخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء) وإنما سمي الرجال قوما دون النساء؛ لأنهم الذين يقومون بالأمور.
قال مجاهد: الآية في الاستهزاء؛ الغني بالفقير، والقوي بالضعيف.
ويقال: استهزاء الدهاة بأهل سلامة القلوب.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»