تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٣٢
المنافقين في الآية الأولى ذكر صفة المؤمنين المحققين في هذه الآية الكون الرغبة إليه.
قوله تعالى: * (قل أتعلمون الله بدينكم) علم هاهنا بمعنى أعلم.
وقوله: * (والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) أي: عالم، وقد كانوا يقولون: إن الإسلام كذا، وقد أسلمنا، والإيمان كذا، وقد آمنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: * (يمنون عليك أن أسلموا) قال سعيد بن جبير وغيره: نزلت الآية في أعراب من بني أسد كانوا يقولون: يا رسول الله، إنا آمنا بك، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وكانوا يقولون ذلك منا عليه، وفي رواية أخرى: أن أعرابا قدموا المدينة وهم (جمع) كثير، فأغلوا الأسعار وتحبسوا الطرق، فكانوا يقولون: يا رسول الله، إنا قد آمنا بك فأعطنا كذا كذا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله: * (قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) أي: هو الذي أنعم عليكم بإخراجكم من الكفر إلى الإيمان.
وقوله: * (إن كنتم صادقين) معناه: واعلموا أن المنة لله عليكم إن كنتم صادقين أنكم آمنتم بالله.
قوله تعالى: * (إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) قد ذكرنا من قبل. وروى عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي خطب يوم فتح مكة وقال: ' أيها الناس، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بالآباء؛ فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وآدم من
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»