تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢١٠
* (التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (29)) * * وقوله: * (كزرع) معناه: هم كزرع.
وقوله: * (أخرج شطأه) أي: فراخه. يقال: أشطأ الفزرع إذا فرخ، ومعنى الفراخ: هو أنه ينبت من الحبة الواحدة عشر سنابل وأقل وأكثر.
وقوله: * (فآزره) أي: قواه، وقرئ: ' فأزره ' بغير مد، وهو بمعنى الأول.
وقوله: * (فاستغلظ) أي: استحكم واشتد وقوي.
وقوله: * (فاستوى على سوقه) أي: انتصب على ساق.
وقوله: * (يعجب الزراع) أي: الحراث. وهذا كله ضرب مثل النبي وأصحابه، وذكر صفتهم وما قوى الله بهم النبي ونصره بهم.
وعن جعفر بن محمد الصادق قال: * (والذين معه) أبو بكر * (أشداء على الكفار) عمر * (رحماء بينهم) عثمان) * (تراهم ركعا سجدا) علي رضي الله عنهم * (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) العشرة.
وقوله: * (كزرع) محمد * (أخرج شطأه) أبو بكر * (فآزره) بعمر * (فاستغلظ) بعثمان * (فاستوى على سوقه) بعلي رضي الله عنهم أجمعين، وهذا قول غريب ذكره النقاش، والمختار والمشهور هو القول الأول، أن الآية في جميع أصحاب النبي من غير تعيين، وعليه المفسرون.
وقوله: * (ليغيظ بهم الكفار) أي: ليدخل الغيظ في قلوبهم.
وقوله: * (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) اختلفوا في قوله: * (منهم) فقال قوم: من هاهنا للتجنيس لا للتبعيض. قال الزجاج: هو تخليص للجنس، وليس المراد بعضهم؛ لأنهم كلهم مؤمنون، ولهم المغفرة والأجر العظيم.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»