((28) * محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في) * * قوله تعالى: * (محمد رسول الله) هذه الآية شهادة من الله تعالى لرسوله بالحق وأنه رسوله حقيقة.
وقوله: * (والذين معه) يعني: أصحابه.
وقوله: * (أشداء على الكفار) أي: غلاظ شداد عليهم، وهو في معنى قوله: (* (أعزة على الكافرين) * رحماء بينهم) أي: متوادون ومتواصلون بينهم، وهو في معنى قوله: * (أذلة على المؤمنين).
وقوله: * (تراهم ركعا سجدا) أي: راكعين ساجدين.
وقوله: * (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) أي: الجنة والثواب الموعود.
وقوله: * (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قال ابن عباس: هو في القيامة، وذلك من آثار الوضوء على ما قال: ' أمتي غر محجلون من آثار الوضوء ' فعلى هذا يكون (المؤمنون) بيض الوجوه من أثر الوضوء والصلاة. وقال عكرمة: من أثر السجود: هو التراب على الجباه، وقد كانوا يسجدون على التراب، وقال الحسن: هو السمت الحسن، وعن سعيد بن جبير: هو الخضوع والتواضع، وهو رواية عن ابن عباس، ويقال: صفرة الوجه من سهر الليل، وهذا قول معروف.
وقوله: * (ذلك مثلهم في التوراة) أي: صفتهم في التوراة.
وقوله: * (ومثلهم في الإنجيل) منهم من قال: الوقف على قوله: * (ذلك مثلهم في التوراة)، وقوله: * (ومثلهم في الإنجيل) كلام مبتدأ بمعنى: صفتهم في الإنجيل كزرع، ومنهم من قال: الوقف على قوله: * (في الإنجيل).