* (الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة) * * عقد الصلح، فلما كان أوان (الكتبة) قال النبي لعلي رضي الله عنه: ' اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا نعرف ما الرحمن الرحيم! اكتب كما نكتب: باسمك اللهم. فقال المسلمون: لا إله إلا الله تعجبا من قولهم ورجت بها جبال تهامة، ثم إنه قال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: ولو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك؛ اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، وكتب علي ذلك، وقال عليه الصلاة والسلام: أنا محمد رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. وكان في عقد الصلح أيضا: أن من جاء إلى النبي من المشركين مسلما في مدة الصلح يرد إليهم، ومن ذهب من المسلمين إلى الكفار مرتدا لم يردوه، وكان هذا كله من حمية الجاهلية، وعند هذه الشروط وقعت الفتنة لعمر، وأتى رسول الله وقال: ألست رسول الله؟ قال: بلى. قال: أولسنا على الحق؟ قال: بلى. قال: علام نعطي الدنية في ديننا؟ يعني: نرضى بالخصلة الأدنى لأنفسنا، فقال عليه الصلاة والسلام: أنا رسول الله ولا يضيعني، وذهب إلى أبي بكر وذكر له مثل ذلك، فقال له: إنه رسول الله، ولن يضيعه الزم [الغرز]، ثم إن سهيل بن عمرو أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وقام في الإسلام مقامات مشهودة.
وقوله: * (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) قد بينا معنى السكينة، والمعنى هاهنا: هو الثبات على الدين مع هذه الأمور.
وقوله: * (وألزمهم كلمة التقوى) روى ابن الطفيل عن أبي بن كعب عن النبي هي: ' لا إله إلا الله '.
وفي الخبر المشهور عن عمر قال: إني سمعت رسول الله يقول: ' أنا أعلم