تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٢٠٤
* (أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم) * * عبد الله بن مغقل المزني ' أن النبي كان جالسا تحت الشجرة يبايع أصحابه وفي رواية: وعنده علي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو يكتبا كتاب الصلح فثار في وجوهنا ثلاثون شابا من المشركين قدموا من مكة بقصد رسول الله، فدعا رسول الله فأخذ الله بأبصارهم فقمنا وجئنا بهم نقودهم إلى رسول الله فقال: ' هل لكم عهد؟ هل لكم إيمان؟ ' فقالوا: لا. فخلى سبيلهم، فأنزل الله تعالى قوله: * (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) '.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: أهبط ثمانون رجلا متسلحين من جبل التنعيم، فأخذهم أصحاب رسول الله وجاءوا بهم إلى النبي، فاستحياهم وخلى سبيلهم، وأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله: * (ببطن مكة) يعني: الحديبية، وإنما سماها بطن مكة لقربها من مكة.
وقوله * (من بعد أن أطفركم عليهم) قد بينا.
وقوله: * (وكان الله بما تعملون بصيرا) أي: عليما.
قوله تعالى: * (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا) أي: وصدوا الهدي معكوفا، ونصبه على الحال، ومعناه: محبوسا.
وقوله: * (أن يبلغ محله) أي: منحره، وكان رسول الله قد ساق سبعين بدنة.
وقوله: * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) قال أهل التفسير: معنى الآية: أنه
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»