* (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما (73).) * * والقول الثالث ذكره الزجاج وغيره من أهل المعاني قالوا: إن الله تعالى ائتمن آدم وأولاده على شيء، وأتمن السماوات والأرض والجبال على شيء، فأما الأمانة في حق بني آدم معلومة، وأما الأمانة في حق السماوات والأرض والجبال فهو بمعنى الخضوع والطاعة. قال الله تعالى: * (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين).
وحكى السجود عن السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب، وذكر في الحجارة قوله: * (وإن منها لما يهبط من خشية الله).
وقوله: * (فأبين أن يحملنها) أي: أدين الأمانة فيها، يقال: فلان لم يتحمل الأمانة أي: لم يخن فيها.
وقوله: * (وأشفقن منها) أي: أدين الأمانة خوفا منها.
وقوله: * (وحملها الإنسان) أي: خان فيها وأثم، يقال: فلان حمل الأمانة أي: أثم فيها بالخيانة، قال الله تعالى: * (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) وقوله: * (إنه كان ظلوما جهولا) قد بينا، قال الأزهري: وقد أحسن وأجاد أبو إسحاق الزجاج في هذا القول وأثنى عليه، وقول السلف ما بينا من قبل.
قوله تعالى: * (ليعذب الله المنافقين والمنافقات) اللام ها هنا لام كي، ومعناه: كي يعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات يعني إذا خانوا.
وقوله: * (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات) أي: يهديهم ويرحمهم إذا أدوا الأمانة. وعن ابن قتيبة قال معناه: ليظهر المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، ويعذبهم على الخيانة في الأمانات، ويظهر المؤمنين والمؤمنات بأداء الأمانة.
وقوله: * (وكان الله غفورا رحيما) ظاهر المعنى.