تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٨٨
بالأمر طلقها، وقد ذكر بعضهم: أن النبي تركها حتى انقضت عدتها ثم تزوجها '.
وليس في أكثر التفاسير ذكر عدة، ولا ذكر تزويج من ولي، وإنما المنقول أن زيدا طلقها، وأن الله زوجها منه، وهو ظاهر.
قوله تعالى: * (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) وقوله: * (وطرا) أي: حاجة، وهو بلوغ منتهى ما في النفس، قال الشاعر:
(أيها الرايح المجد ابتكارا * قد قضى من تهامة الأوطار) وقال جرير:
(وبان الخليط غداة الجناب * ولم تقض نفسك أوطارها) وقد ثبت في الصحيحين: أن زينب كانت تفتخر على سائر زوجات النبي وتقول: زوجكن أهلوكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات '.
وروى ' أن النبي لما أراد أن يتزوجها بعث زيدا يخطبها، فدخل عليها زيد وخطبها لرسول الله، فقالت: حتى أوآمر ربي، وقامت إلى مسجدها، وأنزل الله تعالى: * (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) ' وهذا خبر معروف، قال أهل التفسير: ' ولما نزلت هذه الآية جاء رسول الله ودخل عليها بغير إذن، وأولم عليها بالخبز واللحم '. وقد ثبت برواية أنس ' أن النبي ما أولم على أحد من نسائه ما أولم على زينب بنت جحش، أشبع الناس من الخبز واللحم '. ومن فضائل زينب ' أن النبي قال لنسائه عند الوفاة: ' أسرعكن بي لحوقا أطولكن،
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 292 293 294 ... » »»