تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٦٦
* (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل) * * خرج يوسف ليلقاهم مع الجند، وروي أنه حمل الملك الأكبر مع نفسه، فلما وصلوا إلى يعقوب قالوا ليعقوب: هذا ابنك قد جاء، قال: فأراد يوسف أن يبدأه بالسلام، فقال جبريل: لا حتى يبدأ يعقوب بالسلام، فقال (يعقوب:) السلام عليك يا مذهب الأحزان، وقد روي أنهما نزلا وتعانقا، وفي بعض القصص أنهما مشيا فتقدمه يوسف بخطوة فجاء جبريل وقال له: أتتقدم على أبيك لا أخرج من ذريتك نبيا أبدا، وفي بعض القصص: أن يوسف كان في أربعة آلاف من الجند، وقد قيل غيره. وقوله: * (آوى إليه أبويه) أي: ضم إليه أبويه، والأكثرون أن أبويه أي: أباه وخالته، وقال الحسن البصري: هو أبوه وأمه وقد كانت حية، وفي بعض التفاسير: أن الله تعالى بعث أمه وأحياها حتى جاءت مع يعقوب إلى مصر، والله أعلم.
وقوله: * (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) اختلفوا في [معنى] المشيئة هاهنا، قال بعضهم: ادخلوا آمنين من الجواز * (إن شاء الله)، وقد كانوا لا يدخلون قبل ذلك لمصر إلا بجواز، وقيل: في الآية تقديم وتأخير ومعناه: سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله وقال: ادخلوا مصر آمنين.
قوله تعالى: * (ورفع أبويه على العرش) الرفع: هو النقل إلى العلو، وضده الوضع، والعرش: سرير الملك، وقد روي عن النبي أنه قال: ' اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ' قيل: أراد به سريره (الذي حمل عليه وليس بشيء؛ لأن الكلام خرج على وصف التكريم، ولا كرامة في اهتزاز سريره الذي حمل عليه)، وفي بعض الروايات: ' اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ' فالعرش في هذا الخبر هو العرش المعروف واهتزازه استبشاره لإقبال روح سعد بن معاذ. ويجوز أن يكون المراد
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»