تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٢١٧
* (وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا (2) ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا (3) وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض) * * وروي أنه قال: ' مررت بإناء مغطى وهو ملآن ماء فشربت بعضه وتركته ' فسئل الركب عن ذلك فأخبروا بصورته.
قوله تعالى: * (وآتينا موسى الكتاب) الآية يعني: أعطينا موسى الكتاب، وهو التوراة.
وقوله: * (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) أي: يهتدي به بنو إسرائيل. وقوله: * (ألا تتخذوا) قرئ بقراءتين: بالتاء، والياء، فمن قرأ بالتاء فمعناه: وآتينا موسى الكتاب آمرين ألا تتخذوا، ومن قرأ بالياء فمعناه: وعهدنا إليهم ألا يتخذوا. قوله: * (من دوني وكيلا) أي: شريكا، وقيل معناه: أمرناهم أن لا يتوكلوا على غيري، ولا يتخذوا أربابا دوني.
قوله تعالى: * (ذرية من حملنا مع نوح) معناه: يا ذرية من حملنا مع نوح، وقرأ مجاهد بنصب الذال. وعن زيد بن ثابت في بعض الروايات: ' ذرية من حملنا مع نوح ' بكسر الذال. وإنما قال: * (ذرية من حملنا مع نوح) لأن الخلق الآن من أولاد نوح على ما بينا من قبل.
وقوله: * (من حملنا) أي: في السفينة.
وقوله: * (إنه كان عبدا شكورا) سمي نوحا لكثرة نوحه على نفسه، وقيل: كان اسمه عبد الغفار. ذكره النقاش في تفسيره.
وأما شكره: فروي أنه كان إذا أكل قال: الحمد لله، وإذا شرب قال: الحمد الله،
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»